إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١٨٤
وجعلته منك بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدك، وألقيت محبة في قلبك، وجعلته أبا لولديك، فحقه بعدك على أمتك كحقك عليهم في حياتك، فمن جحد حقه جحد حقك ومن أبى أن يواليه فقد أبى أن يواليك، ومن أبى أن يواليك فقد أبى أن يدخل الجنة.
فخررت لله عز وجل ساجدا شاكرا لما أنعم علي، فإذا مناد ينادي: إرفع يا محمد رأسك واسألني أعطك. فقلت: إلهي اجمع أمتي من بعدي على علي بن أبي طالب ليردوا علي جميعا حوضي يوم القيامة، فأوحى الله عز وجل إلي يا محمد إني قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم، وقضائي ماض فيهم، لأهلك به من أشاء وأهدي به من أشاء، وقد أتيته علمك من بعدك وجعلته وزيرك وخليفتك من بعدك على أهلك وأمتك، عزيمة مني ولا يدخل الجنة من عاداه وأبغضه وأنكر ولايته بعدك، فمن أبغضه أبغضك ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن عاداه فقد عاداك ومن عاداك فقد عاداني ومن أحبه فقد أحبك ومن أحبك فقد أحبني، وقد جعلت لك هذه الفضيلة، وأعطيتك أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديا، كلهم من ذريتك من البكر البتول، وآخر رجل منهم يصلي خلفه عيسى ابن مريم يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا، أنجي به من الهلكة وأهدي به من الضلالة وأبرئ به الأعمى وأشفي به المريض، فقلت: إلهي وسيدي متى يكون ذلك؟
فأوحى الله عز وجل: يكون ذلك إذا رفع العلم وظهر الجهل وكثر القراء وقل العمل وكثر القتل وقل الفقهاء الهادون وكثر فقهاء الضلالة والخؤونة، وكثر الشعراء، واتخذت أمتك قبورهم مساجد وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وكثر الجور والفساد وظهر المنكر وأمرت أمتك به، ونهي عن المعروف واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وصارت الأمراء كفرة وأولياؤهم فجرة وأعوانهم ظلمة وذوو الرأي منهم فسقة، وعند ثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وخراب البصرة على يد رجل من ذريتك تتبعه الزنوج، وخروج رجل من ولد الحسين بن علي، وظهور الدجال، يخرج [من] المشرق من سجستان وظهور السفياني.
فقلت: إلهي وما يكون بعدي من الفتن؟ فأوحى الله إلي وأخبرني ببلاء بني أمية وفتنة ولد عمي، وما هو كائن إلى يوم القيامة، فأوصيت بذلك ابن عمي حين هبطت إلى الأرض، وأديت الرسالة ولله الحمد على ذلك كما حمده النبيون، وكما حمده كل شئ قبل وما هو
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»