إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١٨٧
وإملاء عمي موسى، ثم قال: أخبرني عن الثلاث الأخر، عن أوصياء محمد كم بعده من أئمة عدل وعن منزله في الجنة ومن يكون ساكنا معه في الجنة وفي منزله؟ فقال (عليه السلام): يا هاروني إن لمحمد اثني عشر وصيا أئمة عدل لا يضرهم خذلان من خذلهم، ولا يستوحشون خلاف من خالفهم، وإنهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الأرض، ومسكن محمد في جنة عدن التي ذكرها الله عز وجل وغرسها بيده، ومعه في مسكنه فيه الأئمة الاثنا عشر العدول. فقال: صدقت والله الذي لا إله إلا هو، إني لأجد ذلك في كتب أبي هارون، كتابته بيده وإملاء عمي موسى (عليه السلام). قال: فأخبرني عن الواحدة: كم يعيش وصي محمد بعده؟
وهل يموت أو يقتل؟ فقال (عليه السلام): يا هاروني يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما ولا ينقص يوما، ثم يضرب ضربة هاهنا، ووضع يده على قرنه وأومأ إلى لحيته، فتخضب هذه من هذه.
قال: فصاح الهاروني وقطع كستيجه (1) وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأنك وصي رسول الله، ينبغي أن تفوق ولا تفاق وأن تعظم ولا تستضعف، ثم مضى به علي إلى منزله فعلمه معالم الدين.
أقول: قد ورد هذا الخبر بطرق مختلفة باختلاف يسير تركناها خوفا من الإطالة (2).
وفي أعلام الورى عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني قال (عليه السلام): أقبل أمير المؤمنين ذات يوم ومعه الحسن بن علي وسلمان الفارسي، وأمير المؤمنين متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلم على أمير المؤمنين (عليه السلام) فرد، فجلس ثم قال: يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم، ولا في آخرتهم، وإن تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء.
فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): سلني عما بدا لك. فقال: أسألك عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟
فالتفت أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحسن (عليه السلام) فقال: يا أبا محمد أجبه. فقال (عليه السلام): أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه، فإن روحه متعلقة بالريح، والريح متعلقة بالهواء إلى

1 - الكستيج بالضم: حبل غليظ يشده الذمي فوق ثيابه دون الزنار.
2 - أعلام الورى: 388 الفصل الثاني من النص عليهم.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»