إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ١٨٢
الله قلبه للإيمان ممن قد أخذ الله ميثاقه في الولاية، ويكفر بها كل جاحد، فهو إمام تقي نقي سار مرضي هادي مهدي، يحكم بالعدل ويأمر به ويصدق الله ويصدقه الله في قوله، يخرج من تهامة حتى يظهر الدلائل والعلامات، وله بالطالقان كنوز لا ذهب ولا فضة إلا خيول مطهمة ورجال مسومة، يجمع الله له من أقاصي البلاد على عدد أهل بدر، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا مع صحيفة مختومة، فيها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم وطبايعهم وخلقهم، وكدادون مجدون في طاعته. فقال له أبي: وما دلائله وعلامته يا رسول الله؟
قال (صلى الله عليه وآله): له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه، وأنطقه الله عز وجل فناداه العلم: أخرج يا ولي الله واقتل أعداء الله، وله رايتان وعلامتان، وله سيف مغمد، فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه الله عز وجل فناداه السيف: أخرج يا ولي الله وأمرني بأمرك يا حجة الله فلا يحل لك أن تقعد من أعداء الله حيث ثقفتهم، ويقيم حدود الله ويحكم بحكم الله، ويكون جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يسرته، وشعيب وصالح على مقدمته، وسوف تذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله تعالى ولو بعد حين.
يا أبي طوبى لمن لقيه وطوبى لمن أحبه وطوبى لمن قال به، ينجيهم الله من الهلكة وبالإقرار به وبرسول الله وبجميع الأئمة تفتح لهم الجنة، مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي تسطع ريحه فلا يتغير أبدا، ومثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفأ أبدا نوره. قال أبي: يا رسول الله كيف حال هؤلاء الأئمة عن الله عز وجل؟ قال (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل أنزل علي اثنتي عشرة صحيفة باثني عشر خاتما اسم كل إمام على خاتمه وصفته في صحيفته (1).
وفيه: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لأصحابه: آمنوا بليلة القدر فإنها تكون من بعدي لعلي بن أبي طالب وولده وهم أحد عشر من بعده (2).
(وفيه) عنه (صلى الله عليه وآله): اثنا عشر من أهل بيتي أعطاهم الله فهمي وعلمي وحكمتي، وخلقهم من طينتي، فويل للمتكبرين عليهم بعدي، القاطعين فيهم صلتي، ما لهم لا أنالهم الله

1 - أعلام الورى: 404 الفصل الثاني من النص عليهم.
2 - أعلام الورى: 390 الفصل الثاني من النص عليهم.
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»