إنه خبر واحد لم يبلغ درجة التواتر فلا يصلح الاستناد إليه في مثل المفروض.
ورده بأن نقلة هذا الحديث هم نقلة الغدير السابق، وقد ثبت تواتره فهذا مثله، ونقل من صاحب نهج الأيمان إنه بعد أن صرح بتواتره قال: هذا حديث بين ظاهر لا يحتاج إلى الإثبات، ذكره البخاري وأبو داود والترمذي في صحاحها، وذكر في الجمع بين الصحيحين، والجامع بين الصحاح الست، وذكره أيضا ابن عقدة وأبو نصر الحربي والخطيب والعسكري وابن المغازلي في العقد والتحقيق والتاريخ والفضائل والمناقب من كتبهم.
وبعضهم رواه بطرق متعددة كالأول فإنه رواه بعشر طرق، وأما ما انتهت إليهم رواية هذا الحديث عن النبي (ص) فهم جماعة منهم عبد الله بن مسعود وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عباس وجابر الأنصاري وأبو هريرة وأبو سعيد الخدري وجابر بن سمرة وبراء بن عازب وزيد بن أرقم، وأبو رافع مولى رسول الله (ص) وعبد الله بن وافى وأنس بن مالك وأبو برده الأسلمي، وأبو أيوب الأنصاري وعقيل بن أبي طالب ومعاوية وأم سلمه وأسماء بنت عميس وسعيد بن المسيب ومحمد بن علي بن الحسين فإن كل هؤلاء النفر رووا هذا الحديث عن رسول الله (ص) قال بعض المتبحرين إن كل واحد من هؤلاء الجماعة كألف.
أقول قد ذكرنا سابقا إن المناط في صحة الاستدلال على قطعية الحديث لا ينحصر بالتواتر، فلو سلمنا عدم تواتره فالقرائن القطعية من