مأفون (1) في عقله وتدبيره، إما مغن أو ضارب دف أو زامر.
والله لو أن بني أمية الذين قتلتموهم بالأمس نشروا فقيل لهم لا تأنفوا في معائب ينالونهم بها ما ازدادوا على ما صيرتموه لكم شعارا ودثارا وصناعة وأخلاقا. ليس منكم إلا من إذا مسه الشر جزع وإذا مسه الخير منع، ولا تأنفون ولا ترجعون إلا خشية.
وكيف يأنف من يبيت مركوبا ويصبح بإثمه معجبا كأنه قد اكتسب حمدا غايته بطنه وفرجه، لا يبالي أن ينال شهوته بقتل ألف نبي مرسل أو ملك مقرب، أحب الناس إليه من زين له معصية أو أعانه في فاحشة تنظخه (2) المخمورة وتربده المطمورة، فشتت الأحوال فإن ارتدعتم مما أنتم فيه من السيئات والفضائح، وما تهذرون به من عذاب ألسنتكم، وإلا فدونكم تعلموا بالحديد ولا قوة إلا بالله وعليه توكلي وهو حسبي (3).
الحادي والثمانون: إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيان علماء العامة قال: أخبرني الشيخ محيي الدين عمر بن محمد بن أبي سعد بن أبي عصرون الإمام عزيز الدين محمد بن أبي القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي (رضي الله عنه) إجازة، والشيخ عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بنابلس، عن القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إجازة، أنبأنا الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي الفراوي إجازة قال: أنبأنا الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي قال: أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن الخليل الماليني قال:
أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال: أنبأنا البغوي إملاء قال: أنبأنا الحسين بن محمد الذراع سنة إحدى وثلاثين ومائتين قدم علينا مع أبي الربيع الزهراني من البصرة قال: أنبأنا عبد المؤمن بن عباد العبدي قال: أنبأنا يزيد بن طعن عن عبد الله بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) مسجده فقال: أين فلان أين فلان، فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث إليهم حتى توافوا عنده، فلما توافوا عنده حمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني أحدثكم بحديث فاحفظوه وعوه وحدثوا من بعدكم، أن الله اصطفى من خلقه خلقا ثم تلا: * (الله يصطفي من الملائكة رسلا) * ومن الناس خلقا يدخلهم الجنة واصطفى منكم من أحب أن يصطفي، وإني