غاية المرام - السيد هاشم البحراني - ج ٢ - الصفحة ١١٠
فاستقبله أهل المدينة، فنظر فإذا الذين استقبلوه من قريش أكثر من الأنصار، فسأل عن ذلك فقالوا: إنهم احتاجوا ليس لهم دواب، قال: فأين نواضحهم قال قيس بن سعد بن عبادة وكان سيد الأنصار وابن سيدهم: أفنوها يوم بدر وأحد وما بعدهما من مشاهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين ضربوا أباك على الإسلام حتى ظهر أمر الله وأنتم كارهون يا معاوية ما تعيرنا بنواضحنا، أما والله لقد لقيناكم عليها يوم بدر وأنتم جاهدون على إطفاء نور الله وأن تكون كلمة الشيطان هي العليا، ثم دخلت أنت وأبوك في الدين كرها كما ضربناكم عليه، فقال معاوية: كأنك تمن علينا بنصرتكم إيانا فلله ولقريش بذلك المن والطول إذ جعلكم أنصارنا وأتباعنا فهداكم الله قال قيس: إن الله بعث محمدا رحمة للعالمين إلى الناس كافة إلى الإنس والجن والأحمر والأسود واختاره لنبوته واختصه برسالته، فكان أول من صدق به وآمن به علي بن أبي طالب (عليه السلام) يذب عنه ويمنع منه ويحول بين كفار قريش وبين أن يردعوه ويؤذوه، وأمره بتبليغ رسالات ربه، فلم يزل ممنوعا من الضيم والأذى حتى مات عمه، وأمر ابنه علي بن أبي طالب بمؤازرته ونصرته فآزره علي ونصره وجعل نفسه دونه في كل شديدة وكل ضيق وكل خوف، فاختص بذلك علي من بين قريش وأكرمه بين جميع العرب والعجم، فجمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) جميع بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا، فدعاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخادمهم منهم يومئذ علي بن أبي طالب، ورسوله يومئذ في حجر عمه أبي طالب فقال:
أيكم يكون أخي ووزيري ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي، فسكت القوم حتى أعادها ثلاث مرات، فقال علي (عليه السلام): أنا يا رسول الله، فوضع رسول الله يده على رأس علي (عليه السلام) فوضع رأسه في حجره ثم تفل في فيه فقال: اللهم املأ جوفه حكما وعلما وفهما.
فقال أبو لهب: يا أبا طالب اسمع الآن وأطع لابنك علي إذ جعله الله من نبيه بمنزلة هارون من موسى، وآخى بين الناس وآخى بينه وبين نفسه، ولم يدع قيس بن سعد شيئا من مناقبه إلا ذكرها وأحتج بها، ومنهم أهل البيت جعفر بن أبي طالب الطيار في الجنة بجناحين اختصه الله بذلك من بين الناس، ومنهم حمزة سيد الشهداء، ومنهم سيدة نساء أهل الجنة الطاهرة المطهرة الطيبة المباركة، فنحن في الله خير منكم يا معشر قريش وأحب إلى الله وإلى رسوله وأهل بيته منكم لقد قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاجتمعت الأنصار إلى أبي بكر فقالوا: نبايع سعدا، فجاءت قريش بحجة علي (عليه السلام) وأهل بيته وخاصمونا بحقه وقرابته فما يعدوا قريش أن يكونوا ظلموا الأنصار أو ظلموا آل محمد، ولعمري ما لأحد من الأنصار ولا من قريش ولا من العرب ولا من العجم في الخلافة حق ولا نصيب مع علي بن أبي طالب وولده من بعده (عليهم السلام)، فغضب معاوية وقال: يا بن سعد عن من أخذت
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأنه الولي في قوله تعالى من طرق العامة وفيه أربعة وعشرون حديثا 5
2 الباب التاسع عشر في النص على أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وبنيه الأئمة الأحد عشر بالولاية في قوله تعالى * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة) * من طريق الخاصة وفيه تسعة عشر حديثا 15
3 الباب العشرون في قول النبي لعلي (عليهما السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي من طريق العامة وفيه مائة حديث 23
4 الباب الحادي والعشرون في قول النبي لعلي (عليهما السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي من طريق الخاصة وفيه سبعون حديثا 72
5 الباب الثاني والعشرون في أن عليا (عليه السلام) وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبنيه الأحد عشروهم الأوصياء والأئمة الاثنا عشر بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) مضافا إلى ما سبق من طريق العامة وفيه سبعون حديثا 144
6 الباب الثالث والعشرون في أن عليا وصي رسول الله وبنيه الأحد عشر أوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهم الأئمة الاثنا عشر 185
7 بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) من طريق الخاصة، وفيه مائة حديث وعشرة أحاديث 185
8 الباب الرابع والعشرون في أن الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) اجمالا وتفصيلا علي وبنوه الأحد عشر من طريق العامة وفيه ثمانية وخمسون حديثا 247
9 الباب الخامس والعشرون في أن الأئمة: بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر اجمالا وتفصيلا هم علي بن أبي طالب وبنوه الأحد عشر: من طريق الخاصة، وفيه خمسون حديثا 270
10 الباب السادس والعشرون في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالاقتداء بعلي بن أبي طالب والأئمة (عليهم السلام) من آل محمد (صلى الله عليه وآله) من طريق العامة وفيه اثنين وعشرون حديثا 287
11 الباب السابع والعشرون في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بولاية علي (عليه السلام) والاقتداء بالأئمة: من آل محمد (صلى الله عليه وآله) من طريق الخاصة وفيه سبعة وعشرون حديثا 296
12 الباب الثامن والعشرون في نص رسول الله على وجوب التمسك بالثقلين من طريق العامة وفيه تسعة وثلاثون حديثا 304
13 الباب التاسع والعشرون في نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على وجوب التمسك بالثقلين من طريق الخاصة وفيه اثنان وثمانون حديثا 321