مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٨١
فصل (إقرار الأمم بفضل علي عليه السلام) وعن أبي الحمراء قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله يوما: أبا الحمراء انطلق وادع لي مائة من العرب وخمسين رجلا من العجم، وثلاثين رجلا من القبط، وعشرين رجلا من الحبشة. قال: فذهبت فأتيت بهم، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فصف العرب ثم صف العجم خلف العرب، ثم صف القبط خلف العجم ثم صف الحبشة خلف القبط، ثم حمد الله وأثنى عليه بمحامد لم تسمع الخلائق مثلها ثم قال:
معاشر العرب والعجم والقبط والحبشة شهادة لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عليا أمير المؤمنين ولي الله، قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد حتى قالها ثلاثة، ثم قال: يا علي آتني بدواة وبياض فأتاه بهما، فقال: اكتب (بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أقرت به العرب والعجم والقبط والحبشة أقروا بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عليا أمير المؤمنين ولي الله) ثم ختم الصحيفة ودفعها إلى علي بن أبي طالب (1).
ومن ذلك كتب الأمالي مفروعا إلى أم سلمة قالت: كان يومي من رسول الله صلى الله عليه وآله فجئت لأدخل فردني رسول الله صلى الله عليه وآله فرجعت خائفة ثم رجعت ثانية وأتيت الباب لأدخل فمنعني رسول الله صلى الله عليه وآله فكبوت بوجهي خوفا من ذلك، ثم لم ألبث أن أتيت الباب ثالثة فقلت: أأدخل يا رسول الله؟ فقال:
ادخلي فدخلت وعلي جاث بين يديه وهو يقول: فداك أبي وأمي يا رسول الله فإذا كان كذا وكذا فبم تأمرني؟ فقال: آمرك بالصبر ثم أعاد ثانية فأمره بالصبر، ثم أعاد الثالثة فقال: يا علي (يا أخي) إذا كان ذلك منهم فقم واشهر سيفك وضعه على عاتقك واضرب به قدما حتى تلقاني وسيفك شاهرا يقطر من دمائهم، ثم التفت إلي وقال: يا أم سلمة ما رددتك لأمر تحذرينه، ولكن كان جبرائيل عن يميني وعلي عن يساري، وكان يخبرني بالأحداث التي تكون بعدي، ويأمرني أن أخبر بذلك عليا وأوصيه، يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي ابن أبي طالب أخي في الدنيا والآخرة، يا أم سلمة اسمعي واشهدي هذا علي بن أبي طالب

(١) بحار الأنوار: ٣٨ / 108 ح 38 والحديث طويل.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»