مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٨٤
فقال: إذا اختلفت الأهواء، وافترقت الآراء فعليك بعلي بن أبي طالب فإنه إمام أمتي وخليفتي عليهم بعدي والفاروق بين الحق والباطل من سأله أجابه، ومن استرشده أرشده، ومن طلب الحق عنده وجده، ومن التمس الهدى لديه صادفه ومن لجأ إليه أمنه، ومن استمسك به نجاه، ومن اقتدى به هداه، يا ابن سمرة، سلم من سلم إليه ووالاه، وهلك من رد عليه وعاداه، يا ابن سمرة، إن عليا مني وأنا منه، روحه روحي وطينته طينتي، وهو أخي وأنا أخوه وزوجه سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وأبناؤه سيدا أهل الجنة الحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين هم أسباط النبيين تاسعهم قائمهم يملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت ظلما وجورا (1).
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عز وجل أمرني أن أقيم عليا إماما وحاكما وخليفة، وأن اتخذه أخا ووزيرا ووليا وهو صالح المؤمنين أمره أمري، وحكمه حكمي، وطاعته طاعتي، فعليكم طاعته واجتناب معصيته فإنه صديق هذه الأمة، وفاروقها ومحدثها وهارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها، وباب حطتها وسفينة نجاتها وطالوتها، وذو قرنيها ألا إنه محنة الورى والحجة العظمى والعروة الوثقى، وإمام أهل الدنيا وإنه مع الحق والحق معه وإنه قسيم الجنة فلا يدخلها عدو له ولا يزحزح عنها ولي له، قسيم النار فلا يدخلها ولي له، ولا يزحزح عنها عدو له. ألا إن ولاية علي ولاية الله وحبه عبادة الله، واتباعه فريضة الله وأولياؤه أولياء الله، وحربه حرب الله وسلمه سلم الله (2).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: يا علي مثلك في أمتي كمثل قل هو الله أحد من قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما ختم القرآن فمن أحبك بلسانه فقد كمل ثلث الإيمان، ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل ثلثا الإيمان، ومن أحبك بيده وقلبه ولسانه فقد كمل الإيمان، والذي بعثني بالحق نبيا لو أحبك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لما عذب الله أحدا بالنار، يا علي بشرني جبرائيل عن رب العالمين فقال لي: يا محمد بشر أخاك عليا أني لا أعذب من تولاه ولا أرحم من

(١) بحار الأنوار: ٣٦ / ٢٦٦ ح ٢.
(٢) بحار الأنوار: ٣٨ / 93 ح 7 بتفاوت ليس بيسير.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»