مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٨٥
عاداه (1) وعن سعيد بن جبير عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوما لعلي: أنت سيد العرب، فقلت:
يا رسول الله ألست سيد العرب؟ فقال: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب (2)، فقلت: وما السيد؟ فقال: من فرضت طاعته كما فرضت طاعتي.
وقال لعلي عليه السلام: أنت مني بمنزلة شيث من آدم وبمنزلة سام من نوح، وبمنزلة إسحاق من إبراهيم، وبمنزلة هارون من موسى، وبمنزلة شمعون من عيسى، إلا أنه لا نبي بعدي، يا علي أنت وصيي وخليفتي، ومن نازعك في الإسلام بعدي فليس من الإسلام في شئ، وأنا خصيمه يوم القيامة، يا علي أنت أفضل أمتي فضلا، وأقدمهم سلما وأكثرهم علما وأوفرهم حلما (3)، وأشجعهم قلبا وأسخاهم كفا، وأنت الإمام بعدي، وأنت الوزير وأنت قسيم الجنة والنار (4) تعرف الأبرار من الفجار، وتميز الأخيار من الأشرار والمؤمنين من الكفار (5).
وعن ابن عباس قال: رأيت جابر بن عبد الله متوكئا على عصى يدور في سكك الأنصار ويقول:
يا معاشر الأنصار أدبوا أولادكم بحب علي، فمن أبى فانظروا في حال أمه (6).
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي من أحبك فقد أحبني، ومن سبك فقد سبني، يا علي أنت مني وأنا منك، روحك من روحي وطينك من طينتي، وإن الله سبحانه خلقني وإياك واصطفاني وإياك، واختارني للنبوة واختارك للإمامة فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي، يا علي أنت وصيي وخليفتي، أمرك أمري ونهيك نهيي، أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية إنك حجة الله على خلقه، وأمينه على وحيه وخليفته على عباده وأنت مولى كل مسلم وإمام كل مؤمن، وقائد كل تقي، وبولايتك صارت أمتي مرحومة، وبعداوتك صارت الفرقة المخالفة منها ملعونة، وإن الخلفاء بعدي اثنا عشر أنت أولهم

(١) بحار الأنوار: ٢٢ / ٣١٧ ح ٢.
(٢) ذخائر العقبى: ٧٠.
(٣) كنز العمال: ١٣ / ١١٤ ح ٣٦٣٧٠.
(٤) ذخائر العقبى: ١ / ٩٥، مناقب ابن المغازلي: ٦٧ ح ٩٧.
(٥) بحار الأنوار: ٣٧ / ٢٥٤ ح ١.
(٦) بحار الأنوار: ٣٨ / 7 ح 13.
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»