مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ١٥٥
الفصل الثالث عشر في أسرار أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام فمن ذلك ما رواه علي بن عاصم الكوفي قال: دخلت على أبي محمد العسكري عليه السلام فقال لي: يا علي بن عاصم انظر إلى ما تحت قدميك فإنك على بساط قد جلس عليه كثير من النبيين والمرسلين، والأئمة الراشدين. قال: فقلت: يا سيدي ألا أتنعل ما دمت في الدنيا إكراما لهذا البساط؟
فقال: يا علي إن هذا النعل الذي في رجلك نجس ملعون [لا يقر بولايتنا]. قال: فقلت في نفسي:
ليتني أرى هذا البساط، فعلم ما في ضميري، فقال: ادن مني، فدنوت منه، فمسح يده الشريفة على وجهي فصرت بصيرا قال: فرأيت في البساط أقداما وصورا، فقال:: هذا قدم آدم عليه السلام وموضع جلوسه، وهذا أثر هابيل، وهذا أثر شيت، وهذا أثر نوح، وهذا أثر قيدار، وهذا أثر مهلائيل، وهذا أثر دياد (1)، وهذا أثر أخنوخ، وهذا أثر إدريس، وهذا أثر توشلح (2)، وهذا أثر سام، وهذا أثر أرفخشد، وهذا أثر هود، وهذا أثر صالح، وهذا أثر لقمان، وهذا أثر إبراهيم، وهذا أثر لوط، وهذا أثر إسماعيل، وهذا أثر إلياس، وهذا أثر إسحاق، وهذا أثر يعقوب، وهذا أثر يوسف، وهذا أثر شعيب، وهذا أثر موسى، وهذا أثر يوشع بن نون، وهذا أثر طالوت، وهذا أثر داود، وهذا أثر سليمان، وهذا أثر الخضر، وهذا أثر دانيال، وهذا أثر اليسع، وهذا أثر ذو القرنين إسكندر، وهذا أثر سابور بن أرشير (3)، وهذا أثر لؤي، وهذا أثر كلاب، وهذا أثر قصي، وهذا أثر عدنان، وهذا أثر عبد المطلب، وهذا أثر عبد الله، وهذا أثر عبد مناف، وهذا أثر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله، وهذا أثر أمير المؤمنين عليه السلام، وهذا أثر الأوصياء من بعده إلى المهدي عليه السلام لأنه قد وطأه وجلس عليه.
ثم قال: أنظر إلى الآثار واعلم أنها آثار دين الله، وأن الشاك فيهم كالشاك في الله، (ومن جحدهم] كمن جحد الله، ثم قال:
اخفض طرفك يا علي، فرجعت محجوبا كما كنت (4).
ومن ذلك ما رواه الحسن بن حمدان عن أبي الحسن الكرخي قال: كان أبي بزازا في الكرخ

(١) في البحار: ياره.
(٢) في نسخة متوشلح وهو المشهور وكذا في البحار.
(٣) في البحار: شابور بن أردشير.
(٤) بحار الأنوار: ٥٠ / 304 ح 81.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 151 152 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»