مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ١٦٠
فإياي فاعبد، علي فتوكل، إنني لم أبعث نبيا قط فأكملت أيامه إلا جعلت له وصيا وإني فضلتك على الأنبياء وجعلت لك عليا وصيا، وكرمتك بشبليك وسبطيك حسن وحسين، وجعلت حسنا معدن وحيي بعد أبيه، وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة، وأعطيته مواريث الأنبياء فهو سيد الشهداء، وجعلت كلمتي الباقية في عقبه أخرج منه تسعة أبرار هداة أطهار منهم سيد العابدين وزين أوليائي، ثم ابنه محمد شبيه جده المحمود الباقر لعلمي، هلك المرتابون في جعفر، الراد عليه كالراد علي، حق القول مني أن أهيج بعده فتنة عمياء، من جحد وليا من أوليائي فقد جحد نعمتي، ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي، ويل للجاحدين فضل موسى عبدي وحبيبي، وعلي ابنه وليي وناصري، ومن أضع عليه أعباء النبوة يقتله عفريت مريد، حق القول مني لأقرن عينه بمحمد ابنه موضع سري، ومعدن علمي، وأختم بالسعادة لابنه علي الشاهد على خلقي، أخرج منه خازن علمي الحسن الداعي إلى سبيلي، وأكمل ديني بابنه زكي العالمين عليه كمال موسى، وبهاء عيسى، وصبر أيوب، يذل أولياؤه في غيبته ويتهادون برؤوسهم إلى الترك والديلم، ويصبغ الأرض بدمائهم ويكونون خائفين أولئك أوليائي حقا، بكم أكشف الزلازل والبلاء، (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) (1).

(١) بحار الأنوار: ٣٦ / 198 ح 3 والحديث طويل /
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»