أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ٤١٧
ومن قرأ القرآن يريد به رياء وسمعة والتماس الدنيا، لقي الله تعالى يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم، وزج (١) القرآن في قفاه حتى يدخله النار، يهوي فيها مع من يهوي.
ومن قرأ القرآن ولم يعمل به، حشره الله تعالى يوم القيامة أعمى، فيقول: يا ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا؟ قال: ﴿كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى﴾ (2)، ويؤمر به إلى النار.
ومن اشترى خيانة وهو يعلم أنها خيانة، فهو كمن خانها في عارها وإثمها.
ومن قاود بين امرأة ورجل، حرمت (3) عليه الجنة، ومأواه جهنم وساءت مصيرا، ولم يزل في سخط الله حتى يموت.
ومن غش أخاه المسلم، [نزع] (4) الله منه بركة رزقة، وأفسد عليه معيشته، ووكله إلى نفسه.
ومن اشترى سرقة وهو يعلم أنها سرقة، فهو كمن سرقها في عارها وإثمها.
ومن أهان (5) مسلما فليس منا ولسنا منه في الدنيا والآخرة.
ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها، فهو كمن أتاها، ومن سمع حراما (6) فأفشاه، فكان (7) كمن عمله.
ومن وصف امرأة لرجل وذكر جمالها، فافتتن الرجل بها فأصاب منها فاحشة، لم يخرج من الدنيا حتى يغضب الله عليه، ومن غضب الله عليه غضبت عليه السماوات السبع والأرضون السبع، وكان عليه من الوزر مثل الذي أصابها.
قيل: يا رسول الله، فإن تابا وأصلحا.
قال: يتوب الله عليهما، ولم يقبل توبة الذي وصفها.

١ - زج: دفع، انظر " القاموس المحيط - زجج - ١: ١٩١ ".
٢ - طه ٢٠: 126.
3 - في المصدر: حرم الله.
4 - أثبتناه من المصدر.
5 - في المصدر: خان.
6 - في المصدر: خيرا.
7 - في المصدر: فهو.
(٤١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»