أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ٤١١
ونؤمن به، ونتوكل عليه، ونشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
يا أيها الناس، إنه كائن في هذه الأمة ثلاثون كذابا، أول من يكون فيهم صاحب صنعاء وصاحب اليمامة.
يا أيها الناس، إنه من لقى الله عز وجل يشهد أن لا إله إلا الله مخلصا لم يخلط معها غيرها دخل الجنة ".
فقام علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - فقال: " يا رسول الله بأبي أنت وأمي فكيف يقولها مخلصا لا يخلط معها غيرها؟ فسر لنا هذا حتى نعرفه " فقال: " نعم حرصا على الدنيا وجمعا (1) من غير حلها، ورضى بها، وأقوام يقولون أقاويل الأخيار ويعملون أعمال الجبابرة، فمن لقى الله وليس فيه شئ من هذه (2) وهو يقول: لا إله إلا الله، فله الجنة، فإن أخذ الدنيا وترك الآخرة فله النار.
ومن تولى خصومة ظالم أو أعانه عليها، نزل عيه (3) ملك الموت بالبشرى بلعنة الله ونار جهنم خالدا فيها وبئس المصير.
ومن خف لسلطان جائر في حاجة كان قرينه في النار.
ومن دل سلطانا على الجور قرن مع هامان، وكان هو والسلطان من أشد أهل النار عذابا.
ومن عظم صاحب دنيا وأحبه لطمع دنياه، سخط الله عليه، وكان في درجته مع قارون في الدرك (4) الأسفل من النار.
ومن بنى بنيانا رياء وسمعة، حمله يوم القيامة إلى سبع أرضين، ثم يطوقه نارا توقد في عنقه، ثم يرمى به في النار ".
فقلنا: يا رسول الله، كيف يبني رياء وسمعة؟
قال: يبني فضلا على ما يكفيه، أو يبني مباهاة.

١ - في الأصل: جميعا، وما أثبتناه من المصدر.
٢ - في المصدر زيادة: الخصال.
3 - في المصدر: به.
4 - في المصدر: التابوت.
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»