أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ٢٨٢
معه نفرا من أصحابه فقال: إذهبوا معه فانظروا ماذا يقول، فمروا به في السوق، فرفع رأسه إلى السماء، ونظر إلى الناس فهز رأسه، ومروا به على بيت يبكون على ميت لهم فضحك ومروا به على الثوم يكال كيلا وعلى الفلفل يوزن وزنا فضحك، ومروا به على قوم يذكرون الله تعالى وآخرين في باطل فهز رأسه.
ثم ردوه إلى سليمان فأخبروه بما رأوا منه، فسأله سليمان: أرأيت إذ مروا بك في السوق، لم رفعت رأسك إلى السماء ونظرت إلى الأرض والناس؟ قال: عجبت من الملائكة على رؤوس الناس، ما أسرع ما يكتبون! ومن الناس ما أسرع ما يملون!
قال: ومررت على أهل بيت يبكون على ميت لهم، وقد أدخله الله الجنة، فضحكت.
قال: ومررت على الثوم يكال كيلا ومنه الترياق، وعلى الفلفل يوزن وزنا وهو الداء، فتعجبت، ونظرت إلى قوم يذكرون الله، وآخرين في باطل، فتعجبت وضحكت (1).
وروي أن عمر بن عبد العزيز كان يوما في المسجد، فدخل عليه رجل فأسمعه مكروها ونال منه، فقيل له: ما يمنعك من الانتصار منه؟ قال: التقي ملجم.
ودخل على امرأته فقال لها: عندك درهم نشتري به عنبا، فقالت: لا، فقال:
فثمنه من الفلوس نشتري به، قالت: لا، أنت خليفة المسلمين، يجبى إليك فيؤها، ولا تقدر على درهم! فقال: هذا أهون علينا من معالجة أغلال نار جهنم.
وقال بعضهم لآخر: لا تطلبن حاجتك عند من لا يحب نجاحها، ولا تتهاون بالخلق فيهلكك الله، ولا تصحبن فاجرا فتتعلم من فجوره، واعتزل عدوكم، واحذر صديقك، ولا تأمن إلا من خشي الله، واخشع عند القبور، وذل عند المعصية، واعتصم بالله منها، وسارع في الطاعات، واستشر في أمرك النصيح، وآخ في الله أهل التقوى، ولا تجعل كلامك في غير الله، ولا تقله إلا عند من يشتهيه ويتخذه غنيمة.
وكان قيس بن سعد يقول: اللهم ارزقني حمدا ومجدا، فإنه لا حمد إلا بفعل، ولا مجد إلا بمال.

الأعيان ٤: ١٧٧، تهذيب التهذيب ٩: ٤٤٥، معجم رجال الحديث ١٦: ١٨١ و ١٧: ٢٥٧ ".
١ - أخرجه المجلسي في بحار الأنوار ١٤: ٧٩ / 22 عن أعلام الدين.
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»