أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ١١٦
ولا ينكأ الطمع قلبه، ولا يصرف اللعب حكمه، ولا يطلع الجاهل علمه، قؤول عمال، عالم حازم، لا فحاش ولا طياش، وصول في غير عنف، بذول في غير سرف، لا حكار ولا غدار، ولا يقتفي أثرا، ولا يحيف بشرا، رفيق بالخلق، ساع في الأرض، عون للضعيف، غوث للملهوف، لا يهتك سترا ولا يكشف سرا، كثير البلوى، قليل الشكوى.
إن رأى خيرا ذكره، وإن عاين شرا ستره، يستر العيب، ويحفظ الغيب، ويقيل العثرة، ويغفر الزلة لا يطلع على نصح فيذر، ولا على فحش فيتهم، أمين رصين، تقي نقي زكي، وفي رضي، يقبل العذر، ويجمل الذكر، ويحسن بالناس الظن، ويتهم على الغيب نفسه.
يحب في الله بفقه وعلم، ويقطع في الله بحزم وعزم، لا يخرق به فرح، ولا يطيش به مرح، مذكر العالم، معلم الجاهل، لا يتوقع له بائقة، ولا يخاف منه غائلة، كل سعي أخلص عنده من سعيه، وكل نفس أصلح عنده من نفسه، عالم بعيبه، متشاغل بغمه، لا يثق بغير ربه، غريب وحيد فريد، يحب في الله، ويجاهد في الله، ليتبع رضاه، ولا ينتقم لنفسه بنفسه، ولا يؤاتي في سخط ربه.
مجالس لأهل الفقر، مصادق لأهل الصدق، مؤازر لأهل الحق، عون للغريب، أب لليتيم، بعل للأرملة، حفي بأهل المسكنة، مرجو لكل كريمة، مأمول لكل شدة، هشاش بشاش، ليس بعباس ولا بجساس، صليب كظام بسام، دقيق النظر، عظيم الحذر، لا يبخل وإن بخل عليه صبر، عقل فاستحيى وقنع فاستغنى، حياؤه يعلو شهوته، ووده يعلو حسده، وعفوه يعلو حقده، لا ينطق بغير صواب.
لبسه الاقتصاد، ومشيه التواضع خاشع لربه بطاعته، راض عنه في كل حالاته، نيته خالصة، أعماله ليس فيها غش ولا خديعة، نظره عبرة، وسكوته فكرة، وكلامه حكمة، مناصحا متباذلا متآخيا ناصحا في السر والعلانية، لا يهجر أخاه، ولا يمكر به، ولا يغتابه، ولا يأسف على ما فاته، ولا يحزن على ما أصابه، ولا يرجو ما لا يجوز له الرجا، ولا يفشل عند اللقاء للعدو، ولا يقنط عند البلاء، ولا يبطر في الرخاء، يمزج الحلم بالعلم، والعقل بالصبر.
تراه بعيدا كسله، دائما نشاطه، قريبا أمله، قليلا زلله، متوقعا أجله، خاشعا قلبه، ذاكرا ربه، قانعة نفسه، نزرا أكله، منفيا نومه، سهلا أمره، حزينا لدينه، ميتة شهوته، كظوما غيظة، صافيا خلقه، آمنا جاره، ضعيفا كبره، قانعا بالذي قدر له، متينا
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»