قلت: [جعلت] (1) فداك، فأين أطلب هؤلاء؟
قال: " في أطراف الأرض، أولئك الخفيض عيشهم، المنتقلة ديارهم، إن شهدوا لم يعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، ومن الموت لا يجزعون، وفي قبورهم يتزاورون، وإن لجأ إليهم ذو حاجة رحموه، لن (2) تختلف قلوبهم وإن اختلفت بهم الدار ".
ثم قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا المدينة وعلي الباب، وكذب من زعم أنه يدخل المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا " (3).
وعن سماعة بن مهران قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: " قال (4) رسول الله صلى الله عليه وآله: من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، كان ممن حرمت غيبته، وكملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت أخوته " (5).
وعن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث خصال من كن فيه استكمل الإيمان: الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا غضب لم يخرجه الغضب من الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له " (6).
وبإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن خياركم أولوا النهى، قيل: يا رسول الله، ومن أولوا النهى؟ قال: هم أولوا الأخلاق الحسنة، والأحلام الرزينة، وصلة الأرحام، والبررة بالآباء والأمهات، والمتعاهدون الفقراء والجيران واليتامى، ويطعمون الطعام، ويفشون السلام في العالم، ويصلون والناس نيام غافلون " (7).