والدليل عليه أنه لولا ذلك لكان العارف بالله تعالى وحده مثابا مع عدم نظره في المعجزة وعدم تصديقه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتالي باطل إجماعا فكذا المقدم.
بيان الشرطية: أن المعرفة طاعة مستقلة بنفسها فلو لم يتوقف الثواب عليها على شرط لوجبت إثابة من لم يصدق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث لم ينظر في معجزته.
قال: وهو مشروط بالموافاة، لقوله تعالى: * (لئن أشركت ليحبطن عملك) * (1) وقوله تعالى: * (ومن يرتدد منكم عن دينه) * (2).
أقول: اختلف المعتزلة على أربعة أقوال (3):
فقال بعضهم: إن الثواب والعقاب يستحقان في وقت وجود الطاعة والمعصية وأبطلوا القول بالموافاة.
وقال آخرون: إنهما يستحقان في الدار الآخرة.
وقال آخرون: إنهما يستحقان حال الاخترام.
وقال آخرون: إنهما يستحقان في الحال بشرط الموافاة فإن كان في علم