كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (قسم الإلهيات) (تحقيق السبحاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٧٢
قال جابر: ما عندنا إلا عناق في التنور وصاع من شعير خبزناه.
فقال له عليه السلام: أقعد أصحابي عشرة عشرة، ففعل، فأكلوا كلهم (1).
وسبح الحصا في يده عليه السلام (2)، وشهد الذئب له بالرسالة، فإن أهبان (3) بن أوس كان يرعى غنما له، فجاء ذئب فأخذ شاة منها، فسعى نحوه، فقال له الذئب: أتعجب من أخذي شاة؟ هذا محمد يدعو إلى الحق فلا تجيبونه!
فجاء إلى النبي وأسلم، وكان يدعى مكلم الذئب. (4) وتفل في عين علي عليه السلام لما رمدت فلم ترمد بعد ذلك أبدا (5)، ودعا له بأن يصرف الله تعالى عنه الحر والبرد فكان لباسه في الصيف والشتاء واحدا (6).
وانشق له القمر (7)، ودعا الشجرة فأجابته وجاءته تخد الأرض (8) من غير جاذب ولا دافع ثم رجعت إلى مكانها (9).
وكان يخطب عند الجذع، فاتخذ له منبرا فانتقل إليه، فحن الجذع إليه حنين الناقة إلى ولدها، فالتزمه فسكن (10).

(١) دلائل النبوة للبيهقي: ٣ / ٤٢٢ - ٤٢٥، بحار الأنوار: ١٨ / ٢٥، تفسير القمي: ٢ / ١٧٨ - ١٧٩.
(٢) دلائل النبوة: ٦ / ٦٤ - ٦٥، بحار الأنوار: ١٧ / ٣٧٣ و ٣٧٧.
(٣) " اهبان " وهو كلقمان صحابي.
(٤) دلائل النبوة: ٦ / ٤١ - ٤٤، بحار الأنوار: ١٧ / ٣٩٣ - ٣٩٤.
(٥) المناقب لابن شهرآشوب: ١ / ١١٦، دلائل النبوة: ٤ / ٢٠٥ - ٢١٣.
(٦) بحار الأنوار: ٤١ / ٢٨٢.
(٧) دلائل النبوة: ٢ / ٢٦٢ - ٢٦٨، بحار الأنوار: ١٧ / 355.
(8) أي تشق الأرض من دون أن يجذبه أحد للشهادة في حضرة النبي أو يدفعه أحد ليستقر في مكانه.
(9) دلائل النبوة: 6 / 13 - 17.
(10) دلائل النبوة: 6 / 66 - 68.
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»