كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (قسم الإلهيات) (تحقيق السبحاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٦٧
المسألة السادسة: في وجوب البعثة في كل وقت قال: ودليل الوجوب يعطي العمومية (1).

(1) ظاهر العنوان يعطي لزوم وجود نبي ظاهر بين الناس يدعو إلى الله في كل زمان. أخذا بالأدلة التسعة الدالة على حسن البعثة أو لزومها، ولكنه ليس بمقصود، لختم النبوة برحيل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولا نبي ولا رسول بعده، بل المقصود: وجود شريعة غير منسوخة في كل زمان يعتنقها كل من أراده وقد كان متيسرا في الفترة بين المسيح ونبينا - وفي عصرنا -، ولأجل ذلك فسر العلامة كلام الماتن بقوله: " بحيث لا يجوز خلو زمان من شرع نبي " ومع ذلك أن الاستدلال على ذلك بما ورد في كلام الشارح ربما يساعد المعنى المتوهم، حيث يقول: " إن في بعثته زجرا عن القبائح وحثا على الطاعة فتكون لطفا، ولأن فيه تنبيه الغافل... " فإن هذا كله من آثار النبي الظاهر لا الشريعة الصامتة.
ولو أخذنا بما ذكر من البراهين فلا يلزم وجود نبي ظاهر في كل زمان، بل يجب وجود الحجة من نبي أو ولي، أو عالم في كل زمان يحث على الطاعة وينبه الغافل.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»