كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (قسم الإلهيات) (تحقيق السبحاني) - العلامة الحلي - الصفحة ١٧٥
وهذه المعجزات بعض ما نقل، واقتصرنا على هذا القدر لكثرتها وبلوغ الغرض بهذه، وقد أوردنا معجزات أخرى منقولة في كتاب نهاية المرام.
قال: وإعجاز القرآن (1) قيل لفصاحته، وقيل لأسلوبه وفصاحته، وقيل للصرفة، والكل محتمل.
أقول: اختلف الناس هنا، فقال الجبائيان: إن سبب إعجاز القرآن فصاحته.
وقال الجويني: هو الفصاحة والأسلوب (2) معا، وعنى بالأسلوب الفن والضرب.
وقال النظام والمرتضى: هو الصرفة، بمعنى أن الله تعالى صرف العرب ومنعهم عن المعارضة.
واحتج الأولون: بأن المنقول عن العرب أنهم كانوا يستعظمون فصاحته، ولهذا أراد النابغة الإسلام لما سمع القرآن وعرف فصاحته فرده أبو جهل وقال له يحرم عليك الأطيبين (3) وأخبر الله تعالى عنهما بذلك بقوله: * (إنه فكر

(١) راجع: الإقتصاد للشيخ الطوسي: ١٥٦، ١٧٢، ١٧٣، ١٨٢، إعجاز القرآن والبلاغة النبوية لمصطفى صادق الرافعي: ١٤١ - ١٦٥، البيان للسيد الخوئي قدس سره: ٨١ - ٩٩. شرح جمل العلم والعمل للشريف المرتضى: ١٧٥، ٣٥٧ (ط دار الأسوة - طهران). الذخيرة في علم الكلام:
٣٥٥ - ٣٦٠.
(٢) جاء القرآن بصورة من صور الكلام على وجه لم تعرفه العرب، وخالف بأسلوبه العجيب وسبكه الغريب جميع الأساليب الدارجة بينهم ومناهج نظمهم ونثرهم.
أنظر في توضيحه كتاب الإلهيات الجزء ٣ تحت عنوان: الأسلوب: بداعة المنهج وغرابة السبك.
(٣) يريد: الخمر والنساء (١).
- ١ - ابن هشام: السيرة النبوية: ١ / 386.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»