وهذه المعجزات بعض ما نقل، واقتصرنا على هذا القدر لكثرتها وبلوغ الغرض بهذه، وقد أوردنا معجزات أخرى منقولة في كتاب نهاية المرام.
قال: وإعجاز القرآن (1) قيل لفصاحته، وقيل لأسلوبه وفصاحته، وقيل للصرفة، والكل محتمل.
أقول: اختلف الناس هنا، فقال الجبائيان: إن سبب إعجاز القرآن فصاحته.
وقال الجويني: هو الفصاحة والأسلوب (2) معا، وعنى بالأسلوب الفن والضرب.
وقال النظام والمرتضى: هو الصرفة، بمعنى أن الله تعالى صرف العرب ومنعهم عن المعارضة.
واحتج الأولون: بأن المنقول عن العرب أنهم كانوا يستعظمون فصاحته، ولهذا أراد النابغة الإسلام لما سمع القرآن وعرف فصاحته فرده أبو جهل وقال له يحرم عليك الأطيبين (3) وأخبر الله تعالى عنهما بذلك بقوله: * (إنه فكر