كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٣٩٣
فيجب أن يكون نصبه من قبله تعالى لأنه العالم بالشرط دون غيره (الثاني) إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان أشفق على الناس من الوالد على ولده حتى أنه عليه وآله السلام أرشدهم إلى أشياء لا نسبة لها إلى الخليفة بعده كما أرشدهم في قضاء الحاجة إلى أمور كثيرة مندوبة وغيرها من الوقايع وكان عليه وآله السلام إذا سافر عن المدينة يوما أو يومين استخلف فيها من يقوم بأمر المسلمين ومن هذه حاله كيف ينسب إليه إهمال أمته وعدم إرشادهم في أجل الأشياء وأسناها وأعظمها قدرا وأكثرها فائدة وأشد حاجة إليها وهو المتولي لأمورهم بعده فوجب من سيرته عليه السلام نصب إمام بعده والنص عليه وتعريفهم إياه وهذا برهان لمي.
المسألة الخامسة: في أن الإمام بعد النبي (ص) بلا فصل علي بن أبي طالب (ع) قال: وهما مختصان بعلي أقول: العصمة والنص مختصان بعلي إذ الأمة بين قائلين أحدهما لم يشترطهما وقد بينا بطلان قول الأوايل فانحصر الحق في قول الفريق الثاني وكل من اشترطهما قال إن الإمام هو علي (ع).
قال: للنص الجلي في قوله (ع) سلموا عليه بإمرة المؤمنين وأنت الخليفة بعدي وغيرهما.
أقول: هذا دليل ثان على أن الإمام هو علي عليه السلام وهو النص الجلي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواضع وتواترت به أحاديث الإمامية ونقلها غيرهم نقلا شائعا ذائعا (منها) أنه لما نزل قوله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين) أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أبا طالب عليه السلام أن يصنع له طعاما وجمع بني عبد المطلب فقال لهم أيكم يوازرني ويعينني فيكون أخي وخليفتي من بعدي ووصيي فقال علي عليه السلام أنا أبايعك وأوازرك فقال رسول الله هذا أخي ووصيي وخليفتي من بعدي ووارثي فاسمعوا إليه وأطيعوا له ولقوله صلى الله عليه وآله له (أنت أخي ووصيي
(٣٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»