كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٣٨٦
كبره وحرم على موسى عليه السلام تأخير الختان عن سبعة أيام، ومنها أنه أباح لآدم عليه السلام الجمع بين الأختين وحرم على موسى عليه السلام.
قال: وخبرهم عن موسى عليه السلام بالتأبيد مختلق (1) ومع تسليمه لا يدل على المراد قطعا.
أقول: إن جماعة اليهود جوزوا عقلا وقوع النسخ ومنعوا من نسخ شريعة موسى عليه السلام وتمسكوا بما روي عن موسى عليه السلام أنه قال تمسكوا بالسبت أبدا والتأبيد يدل على الدوام ودوام الشرع بالسبت ينفي القول بنبوة محمد صلى الله عليه وآله والجواب من وجوه (الأول) إن هذا الحديث مختلق ونسب إلى ابن الراوندي (الثاني) لو سلمنا نقله لكن اليهود انقطع تواترهم لأن بخت نصر استأصلهم وأفناهم حتى لم يبق منهم من يوثق بنقله (الثالث) إن لفظة التأبيد لا تدل على الدوام قطعا فإنها قد وردت في التورية لغير الدوام كما في العبد أنه يستخدم ست سنين ثم يعرض عليه العتق في السابعة فإن أبى العتق ثقب أذنه واستخدم أبدا وفي موضع آخر يستخدم خمسين سنة، وأمروا في البقرة التي كلفوا بذبحها أن يكون لهم ذلك سنة أبدا ثم انقطع تعبدهم بها وفي التورية قربوا إلى كل يوم خروفين خروف غدوة وخروف عشية بين المغارب قربانا دائما لاحقا بكم وانقطع تعبدهم به وإذا كان التأبيد في هذه الصور لا يدل على الدوام انتفت دلالته هنا قطعا وأقصى ما في الباب أنه يدل ظاهرا لكن ظواهر الألفاظ قد تترك لوجود الأدلة المعارضة لها.
قال: والسمع يدل على عموم نبوته عليه وآله السلام.
أقول: ذهب قوم من النصارى إلى أن محمدا صلى الله عليه وآله مبعوث إلى العرب خاصة والسمع يكذب قولهم هذا قال الله تعالى (لأنذركم ومن بلغ) وقال تعالى (وما أرسلناك إلا كافة للناس) وسورة الجن تدل على بعثه عليه السلام إليهم

(1) اختلق الكذب: افتراه - (المنجد)
(٣٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»