المخبر عن غيره، وبقيد عدم واسطة بشر يخرج الإمام والعالم، فإنهما مخبران عن الله تعالى بواسطة النبي (صلى الله عليه وآله).
إذا تقرر هذا، فاعلم أن النبوة مع حسنها (1) خلافا للبراهمة (2) واجبة في الحكمة خلافا للأشاعرة (3).
والدليل على ذلك، هو أنه لما كان المقصود من إيجاد الخلق هو المصلحة العائدة إليهم، كان إسعافهم بما فيه مصالحهم وردعهم عما فيه مفاسدهم واجبا في الحكمة، وذلك إما في أحوال معاشهم أو أحوال معادهم.
أما في أحوال معاشهم: فهو أنه لما كانت الضرورة داعية في حفظ النوع الانساني إلى الاجتماع الذي يحصل معه مقاومة كل واحد لصاحبه فيما يحتاج إليه، استلزم ذلك الاجتماع تجاذبا وتنازعا يحصلان من محبة كل واحد لنفسه وإرادة المنفعة لها دون غيرها، بحيث يفضي ذلك إلى فساد النوع واضمحلاله.
فاقتضت الحكمة وجود عدل يفرض شرعا يجري بين النوع، بحيث