الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ٤ - الصفحة ٥٩
شئ يعلم به قطعا كذبه فلا بد من تحريز كونه صادقا، وإذا صح ذلك قيل لهم فهل كان يحل له مخالفة رسول الله صلى الله عليه وآله.
فإن قالوا: لو كان صدقا لظهر واشتهر.
قيل لهم: إن ذلك من باب العمل فلا يمتنع أن يتفرد بروايته جماعة يسيرة ﴿١) مثل الواحد والاثنان مثل ساير الأحكام ومثل الشهادات.
فإن قالوا: نعلم أنه لا يصح لقوله تعالى في كتابه: " وورث سليمان داود﴾
(٢) قيل لهم: ومن أين أنه ورثه الأموال مع تجويز أن يكون المراد ورثه العلم والحكمة.
فإن قالوا: إطلاق الميراث لا يكون إلا في الأموال.
قيل لهم: إن كتاب الله يبطل قولكم لأنه قال: ﴿ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا﴾ (٣) والكتاب ليس بمال، ويقال في اللغة ما ورث الآباء الأبناء شيئا أفضل من أدب (٤) حسن وقالوا (العلماء ورثة الأنبياء) وإنما ورثوا منهم العلم دون المال على أن في آخر الآية (٥) ما يدل على ما قلناه وهو قوله تعالى: ﴿يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ إن هذا لهو الفضل المبين﴾ (6) فنبه على أن الذي ورث هو هذا العلم وهذا الفضل وإلا لم يكن لهذا القول تعلق بالأول.

(١) غ " بل الواحد " الخ.
(٢) النمل ١٦.
(٣) فاطر ٣٢.
(٤) ش " ما ورث الأبناء عن الآباء ".
(٥) غ " على إن في الكتاب ".
(٦) النمل ١٦.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»