الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ٣ - الصفحة ١١٩
قوله: (إمام المتقين) ولا وجه يذكر في اختصاص لفظ الآية مع عموم معناها إلا وهو قائم في الخبر.
فأما دعاء الصالحين بأن يجعلهم الله للمتقين إماما، فقد يجوز أن يحمل على أنهم دعوا بأن يكونوا أئمة يقتدى بهم الاقتداء الحقيقي الذي بيناه فهذا غير ممتنع، ولو صرنا إلى ما يريده من أنهم دعوا بخلاف ذلك لكنا إنما صرنا إليه بدلالة وإن كانت حقيقة الإمامة تتضمن ما قدمناه من معنى الاقتداء المخصوص وليس العدول عن بعض الظواهر لدلالة تقتضي العدول عن كل ظاهر بغير دلالة.
فأما قوله: " ويجب أن يكون إماما في الوقت " فقد تقدم الكلام على هذا المعنى في جملة كلامنا في خبر الغدير، واستقصينا القول فيه.
فأما قوله: " وسيد المسلمين " فإن معنى السيادة يرجع إلى معنى الإمامة والرئاسة وكذلك قوله: " وقائد الغر المحجلين " لأن القائد للقوم هو الرئيس المطاع فيهم، لا سيما إذا كان ذلك عقيب قوله: " إمام المتقين " ولا شبهة في أن معنى هذه الألفاظ يتقارب، ويفهم منها ما ذكرناه.
فأما قوله صلى الله عليه وآله: " إنه ولي كل مؤمن ومؤمنة من بعدي " فقد بينا عند الكلام في قوله تعالى: ﴿إنما وليكم الله ورسوله﴾ (1) الكلام في اقتضاء هذه اللفظة لمعنى الإمامة، وشرحناه واستقصيناه فسقط ادعاؤه أنها لا تفيد الإمامة.
فأما قوله صلى الله عليه وآله فيه عليه السلام: " إنه مني وأنا منه " فإنه يدل على الاختصاص والتفضيل، والقرب على ما ذكره ولا يدل بلفظه على الإمامة، لكن يدل عليها من الوجه الذي ذكرناه، وبينا كل قول

(١١٩)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»