التحفة العسجدية - يحيى بن الحسين بن القاسم - الصفحة ٧٣
لطره، ومثلها لحوله، فقال الجبري: كيف يضرب على الحول، ولا صنع له فيه! فقال: كما يضرب على الطر ولا صنع له فيه عندك، فبهت الجبري.
انتهى كلام ابن القيم الجوزية الحنبلي.
قال بعض العدلية: وغير خاف عليك ما ذهبت إليه الجبرية، وقد سبق فلا حاجة إلى تكريره، فقد وقعوا فيما شنعوا به، وذموا، وكفوك المؤمنة من فساد قولهم وبطلانه، وصحة مذهب العدل ورجحانه.
وأما تسترهم بالكسب، فهو شئ لا معنى له، وقد سبق كلام الرازي، وهو فحلهم، وقد صرحوا بأن للعبد قدرة لا تأثير لها.
قالت العدلية: فلا فائدة فيها إذا، بل لا تسمى قدرة رأسا.
فصل ومما استدلت به العدلية على صحة قولها، وفساد قول الجبرية ما قاله الرازي في مفاتيح الغيب، حيث قال: قالت المعتزلة:
قوله: (أعوذ بالله) يعني الاستعاذة بالله تبطل القول بالجبر من وجوه:
الأول: إن قوله: (أعوذ بالله) اعتراف بكون العبد فاعلا لتلك الاستعاذة، ولو كان خالق الأعمال هو الله تعالى لامتنع كون العبد فاعلا، لان تحصيل الحاصل محال، وأيضا فإذا خلقه الله في العبد امتنع دفعه، وإذا لم يخلقه الله فيه امتنع تحصيله، فثبت أن قوله:
أعوذ بالله، اعتراف بكون العبد موجدا لافعال نفسه.
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»