من قولهم نكث الرجل العهد من باب قتل نقضه ونبذه. والقاسطون أهل صفين لأنهم جاروا في حكمهم وبغوا عليهم. والمارقون الخوارج لأنهم مرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية. وهذا التفسير مروي عن النبي صلى الله عليه وآله.
ومن كلامه (ع) في عثمان " فلما انتكث عليه فتله وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته فما راعني إلا والناس إلي كعرف الضبع ينثالون علي من كل جانب " (1) قال الشيخ ميثم: كنى بانتكاث فتله عن انتقاض الأمور عليه وما كان يبرمه من الآراء دون الصحابة، واستعار لفظ الاجهاز لفتله وكذلك لفظ الكبو الذي هو حقيقة في الحيوان لفساد أمره بعد استمراره، كالكبو بعد استمرار الفرس من العدو، وكنى ببطنته عن توسعه في بيت المال، والانثيال: تتابع الشئ يتلو بعضه بعضا كعرف الضبع.
ن ك ح قوله تعالى: * (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف) * [4 / 22] أي تتزوجوا ما تزوج آباؤكم، وقيل ما وطئه آباؤكم من النساء، حرم عليهم ما كانوا في الجاهلية يفعلونه من نكاح امرأة الأب، وقيل: * (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم) * أي مثل نكاح آبائكم، فيكون ما نكح بمنزلة المصدر، ويكون حرفا موصولا، فعلى هذا يكون النهي عن حلائل الآباء، وكل نكاح لهم فاسد إلا ما قد سلف فإنكم لا تؤاخذون به، وقيل إلا ما قد سلف فدعوه فإنه جائز لكم.
قال البلخي: وهذا خلاف الاجماع وما علم من دين الرسول، وقيل معناه ولكن ما سلف فاجتنبوه ودعوه، وقيل إلا ما قد سلف أي إلا بالنكاح الذي عقده آباؤكم بعينه من قبلكم فانكحوا إذا أمكنكم وذلك غير ممكن، والغرض المبالغة في التحريم لأنه من باب تعليق المحال، وقيل إنه استثناء من محذوف أي لا تنكحوا ما نكح آباؤكم فإنه قبيح حرام معاقب عليه إلا ما قد سلف في الجاهلية فإنكم معذورون فيه.
ونكح ينكح من باب ضرب،