مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٩٤
أ ل ه قوله تعالى (وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض) [23 / 92] قال المفسر:
هو رد على الثنوية، يعني لو كان إلا هان لطلب كل واحد منهما العلو، ولو شاء واحد أن يخلق إنسانا وشاء الآخر أن يخالفه فيخلق بهيمة، فيكون الخلق منهما على مشيتهما واختلاف إرادتهما إنسانا وبهيمة في حالة واحدة، فهذا من أعظم المحال، غير موجود، فإذا بطل هذا ولم يكن بينهما اختلاف بطل الاثنان، وكان واحدا.
يؤيده قوله تعالى (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) [21 / 22] الآلهة:
الأصنام سموا بذلك لاعتقادهم أن العبادة تحق لها، وأسماؤهم تتبع اعتقادهم لا ما عليه الشئ في نفسه.
وأله بالفتح إلهة: عبد عبادة.
قال الجوهري: ومنه قرأ ابن عباس (ويذرك وإلهتك) [7 / 126] بكسر الهمزة قال أي وعبادتك.
وفي المصباح أله يأله من باب تعب ألهة بمعنى عبد عبادة.
وتأله: تعبد.
والإله: المعبود، وهو الله تعالى ثم استعاره المشركون لما عبدوا من دونه.
وإله على فعال بمعنى مفعول لأنه مألوه أي معبود ككتاب بمعنى مكتوب، وإمام بمعنى مؤتم به فلما أدخلت عليه الألف واللام حذفت الهمزة تخفيفا لكثرته في الكلام. ولو كانتا عوضا منها لما اجتمعت مع المعوض في قولهم " الاله ".
وقطعت الهمزة في الابتداء للزومها تفخيما لهذا الاسم.
قال الجوهري: وسمعت أن أبا علي النحوي يقول: إن الألف واللام عوض منها.
والله: اسم علم للذات المقدسة الجامعة لجميع الصفات العليا، والأسماء الحسنى.
وفى الحديث " سئل عن معنى (الله)؟
فقال: استولى - على ما دق وجل ".
وفيه " الله معنى يدل عليه بهذه الأسماء، وكلها غيره ".
قيل: وهو غير مشتق من شئ بل هو علم لزمته الألف واللام.
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614