مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٧١
صغر أزرهم إذا ركعوا وسجدوا بدت عوراتهم من خلفهم، فجرت بذلك السنة أن لا يرفعن النساء رؤوسهن من الركوع والسجود حتى يرفع الرجال - إلى آخر الحديث. وهو نص في المطلوب.
واتزرت: لبست الإزار، وأصله بهمزتين الأولى همزة وصل والثانية فاء افتعلت، وفي المجمع وغيره " هي مؤتزرة في حال الحيض " أي مشدودة الإزار ولا يقال متزرة لان الهمزة لا تدغم في التاء.
وأزرت الخائط بالتشديد تأزيرا:
جعلت له من أسفله كالإزار.
وفي الحديث " إذا كان الغلام شديد الأزرة كبير الذكر حاد النظر فهو ممن لا يرجى خيره " قيل كأن المراد بالأزرة القوة وبحدة النظر إلى المحارم، وليس بمستبعد.
أزز قوله تعالى: (إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا) [19 / 83] أي تزعجهم إزعاجا، وقيل أي تغريهم على المعاصي، من الأز وهو التهيج والاغراء قال الشيخ أبو علي: المعني ثم خاطب الله تعالى نبيه فقال: (ألم تر) يا محمد (إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين) أي خلينا بينهم وبين الشياطين إذا وسوسوا إليهم ودعوهم إلى الضلال حتى أغووهم، ولم نخل بينهم وبينهم بالالجاء ولا بالمنع وعبر عن ذلك بالارسال على سبيل المجاز والتوسع، كما يقال لمن خلى بين الكلب وغيره أرسل كلبه عليه عن الجبائي، وقيل معناه سلطناه عليهم، وهو في معنى التخلية أيضا (1).
وفي تفسير علي بن إبراهيم نزلت الآية في مانع الخمس والزكاة، والمعروف، يبعث الله عليهم سلطانا أو شيطانا فينفق ما يجب عليه من الزكاة والخمس في غير طاعة الله ثم يعذبه على ذلك (2).
وفى الحديث " أجد في بطني أزا أو ضربانا " أراد بالأز التهيج والغليان الحاصل في بطنه، من أزت القدر: أشتد غليانها وتهيجها.
وفي بعض النسخ " أذى " ومعناه واضح.
والأزيز: صوت الرعد، وصوت غليان

(1) مجمع البيان ج 3 ص 531. (2) تفسير علي بن إبراهيم ص 413.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614