مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٢٣٥
عن الصادق (ع): إن " رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتوب إلى الله عز وجل كل يوم سبعين مرة " (1) وأمثال ذلك من طريق الخاصة والعامة كثير، ثم قال: وأحسن ما تضمحل به الشبهة ما أفاده الفاضل الجليل بهاء الدين علي بن عيسى الأربلي في كتاب كشف الغمة، قال: إن الأنبياء والأئمة (ع) تكون أوقاتهم مستغرقة بذكر الله تعالى، وقلوبهم مشغولة، وخواطر هم متعلقة بالملا الأعلى، وهم أبدا في المراقبة كما قال (ع): " ا عبد الله كأنك تراه فان لم تره فإنه يراك " فهم أبدا متوجهون إليه ومقبلون بكليتهم عليه، فمتى انحطوا عن تلك المرتبة العلية والمنزلة الرفيعة إلى الاشتغال بالمأكل والمشرب والتفرغ إلى النكاح وغيره من المباحات عدوه ذنبا واعتقدوه خطيئة فاستغفروا منه، ألا ترى إلى بعض عبيد أبناء الدنيا لو قعد يأكل ويشرب وينكح وهو يعلم أنه بمرأى من سيده ومالكه يعده ذنبا، فما ظنك بسيد السيادات ومالك الملاك، والى هذا أشار بقوله (ع): " إنه ليغان على قلبي وإني استغفر بالنهار سبعين مرة " (2) وقوله:
" حسنات الأبرار سيئات المقربين "..
انتهى.
ويجئ في " غين " انشاء الله تعالى ما يتم به الكلام.
وبكى يبكى بكى وبكاء بالقصر والمد - قيل: القصر مع خروج الدموع، والمد على إرادة الصوت (3) قال في المصباح: وقد جمع الشاعر بين المعينين، فقال:
بكت عيني وحق لها بكاها وما يغني البكاء ولا العويل

(١) الكافي ٢ / ٤٣٨.
(٢) يأتي في " غين " حديث مشابه لما ذكره هنا مع تفسيره - ن.
(٣) يذكر في " عذب " شيئا في البكاء على الميت، وفى " عشر " البكاء على الحسين (ع)، وفى " وله " البكاء لله تعالى، وفى " غنا " البكاء عند قراءة القرآن - ز.
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614