مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٢٢٥
و (بغيا أن ينزل الله) أي طلبا أن ينزل الله.
قوله: (وما ينفقون إلا ابتغاء وجه الله) قيل: هو نفي ويراد به النهي، مثل " لا تنكح المرأة على عمتها وخالتها " ومراده لا ينفقون شيئا إلا ابتغاء وجه الله، أي طلب وجه الله، وفيه نهي عن الرياء وطلب السمعة بالانفاق، وأمر بالاخلاص لما في الكلام من النفي والاثبات.
قوله: (وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم) قيل: هو في محل النصب مفعول له، والمفعول محذوف:
أي أحل لكم ما وراء ذلكم لان تطلبوا النساء.
قوله: (غير باغ ولا عاد) أن لا يبغي الميتة ولا يطلبها وهو يجد غيرها، ولا عاد يعدو شبعه.
قوله: (وابتعوا من فضل الله) أي رزقه أو علمه، وورد أنه عيادة مريض وحضور جنازة وزيارة أخ، قوله:
(وابتغوا إليه الوسيلة) الوسيلة فعلية من قولهم: " توسلت إليه " أي تقربت، والضمير راجع إلى الله تعالى، أي اطلبوا التقرب إلى الله تعالى بأعمالكم.
قوله: (إنما بغيكم على أنفسكم) أي فسادكم على أنفسكم.
والبغي: الفساد، وأصل البغي: الحسد ثم سمي الظالم بغيا، لان الحاسد ظالم.
ومنه قوله تعالى: (فبغى عليهم) أي ترفع وجاوز المقدار.
وقوله تعالى: (ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله) في تفسير علي بن إبراهيم (ره): هو رسول الله صلى الله عليه وآله لما أخرجته قريش من مكة وهرب منهم إلى الغار، فطلبوه ليقتلوه، فعاقبهم الله يوم بدر، فقتل عتبة وشيبة والوليد وأبو جهل وحنظلة بن أبي سفيان وغيرهم، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله طلب بدمائهم، فقتل الحسين (ع) وآل محمد بغيا وعدوانا وظلما، وهو قول يزيد:
ليت أشياخي ببدر شهدوا
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614