مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٦٨٧
وفي الدعاء " اللهم اعط كل منفق خلفا " أي عوضا عاجلا مالا أو دفع سوء وآجلا ثوابا، فكم من منفق قل ما يقع له الخلف المالي.
ويقال خلف الله لك خلفا بخير، وأخلف عليك خيرا: أي أبدلك بما ذهب منك وعوضك عنه.
ويقال إذا أذهب للرجال ما يخلفه مثل المال والولد " أخلف الله لك وعليك " وإذا ذهب له ما يخلفه غالبا كالأب والأم قيل " خالف الله عليك ".
وعن بعض الأفاضل جوز بعض اللغويين أخلف بالألف بمعنى عوض في المقامين.
وفى الدعاء " اللهم اخلفه في عقبه في الغابرين " قال بعض الشارحين: أخلف بالضم والكسر: العقب والولد وولد الولد والغابرين الباقين، ولعل لفظ في للسببية والمراد الدعاء بجعل الباقين من أقارب عقبه عوضا لهم عن الميت.
وقولهم " هو يخالف امرأة فلان " أي يأتيها إذا غاب عنها زوجها.
وفى خبر الصلاة " ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم " أي آتيهم من خلفهم.
وفيه " سووا صفوفكم ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم " أي إذا تقدم بعضكم على بعض في الصفوف تأثرت قلوبكم ونشأ بينكم الخلف.
والخلوف بضم الحاء على الأصح وقيل بفتحها: هو رائحة الفم المتغير، من قولهم خلف فم الصائم خلوفا من باب قعد: أي تغيرت رائحة فمه، وأخلف فوه لغة في خلف.
ومنه الحديث " لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " (1).
فإن قلت: لا يتصور الطيب على الله تعالى. قلت: هو على سبيل الفرض، أي لو تصور الطيب عند الله لكان الخلوف أطيب منه.
قال بعض الشراح: لما أراد رسول الله أن يبين فضل الصوم ودرجة الصائم

(٦٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 682 683 684 685 686 687 688 689 690 691 692 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614