كان يتكلم بلفظ قليل ويريد المعاني الكثيرة.
و " حمدت الله بمجامع الحمد " أي بكلمات جمعت أنواع الحمد والثناء على الله.
وفي الخبر " قال له: أقرئني سورة جامعة، فأقرأه إذا زلزلت " سماها جامعة لجمعها أسباب الخير بقوله تعالى:
(فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثال ذرة شرا يره).
وفي حديث وصف النساء " منهن جامع مجمع وربيع مربع وكرب مقمع وغل قمل " فقوله " جامع مجمع " يعني كثيرة الخير مخصبة، و " ربيع مربع " في حجرها ولد وفي بطنها آخر. و " كرب مقمع " أي سيئة الخلق مع زوجها، و " غل قمل " أي هي عند زوجها كالغل القمل، وهو غل من جلد يقع فيه القمل فيأكله ولا يتهيأ له التخلص منه - جميع ذلك ذكره الصدوق رحمه الله عن أحمد ابن أبي عبد الله البرقي (1).
وفي الحديث " من لم يجمع الصيام من الليل فلا صيام له " أي من لم يعزم عليه فينويه من الليل.
وأجمعت الرأي وعزمت عليه بمعنى.
ومثله " لا يكون الاتمام إلا أن يجمع على إقامة عشرة أيام " أي يعزم.
و " الجامع " من أسمائه تعالى، وهو الذي يجمع الخلائق ليوم لا ريب فيه، وقيل جامع لأوصاف الحمد والثناء، وقيل هو المؤلف بين المتماثلاث والمتباينات المتضادات في الوجود.
و " المسجد الجامع " الذي يجتمع فيه الناس ويقام فيه الجمعة.
وفى حديث التكفين " خذ بمجامع كفني " أي بمجتمعها.
وفي حديث أبي عبد الله عليه السلام " وعندنا الجامعة. فقيل له: وما الجامعة؟ قال: صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله من فلق وفيه خط علي عليه السلام بيمينه فيها كل حلال وحرام وكل شئ يحتاج الناس إليه حتى أرش الخدش " (2).
والجامعة أيضا الغل لأنها تجمع اليدين إلى العنق.