مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٣٣٢
ولكن الله سبحانه جهلهم لتركهم العمل بالعلم.
قوله تعالى: (ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها) [3 / 145] يعني به الغنيمة في الجهاد، وإنما سمي الجزاء ثوابا ومثوبة لان المحسن يثوب إليه أي يرجع وأثابهم أي جازاهم، وأثابه الله مثله وفي الحديث: " من سمع شيئا من الثواب " الخ، الثواب: الجزاء، ويكون في الخير والشر، والأول أكثر. وفي اصطلاح أهل الكلام هو نفع المستحق المقارن للتعظيم والاجلال، وسماع الثواب قيل يحتمل أن يراد مطلق بلوغه إليه على سبيل الرواية أو الفتوى أو المذاكرة أو نحو ذلك، كما لو رآه في كتب الفقه مثلا، وليس ببعيد.
وقد تكرر ذكر التثويب في الحديث، قيل هو من باب " ثاب " إذا رجع، فهو رجوع إلى الامر الأول بالمبادرة إلى الصلاة بقوله: " الصلاة خير من النوم " بعد قوله: " حي على الصلاة "، وقيل هو من " ثوب الداعي تثويبا " ردد صوته. وفي المغرب نقلا عنه: التثويب هو قول المؤذن في أذان الصبح: " الصلاة خير من النوم " والمحدث: " الصلاة الصلاة " أو " قامت قامت " وما روي من أن النداء والتثويب في الإقامة من السنة فقد قيل فيه: ينبغي أن يراد بالتثويب هنا تكرار الشهادتين والتكبير - كما ذكر ابن إدريس - لا التثويب المشهور.
وما روي عنه وقد سئل عن التثويب فقال: " ما نعرفه " (1) فمعناه انكار مشروعيته لا عدم معرفته.
و " الثياب " جمع ثوب، وهو ما يلبسه الناس من القطن والكتان والصوف والخز والقز، وأما الستور فليست من الثياب - كذا نقل عن بعض أهل اللغة.
وجمع الثوب أثوب كأصوع وأثواب وثياب بالكسر.
والثواب بالتشديد: بائع الثياب.
وثاب الرجل يثوب ثوبا وثوبانا:
إذا رجع بعد ذهابه، ومنه " فجعل الناس يثوبون إلى النبي صلى الله عليه وآله " أي يرجعون إليه.

(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614