مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٢٩٨
إنه شر من الكوسج، في فمه أنياب مثل أسنة الرماح، وهو طويل كالنخلة السحوق، أحمر العينين مثل الدم، واسع الفم والجوف براق العينين، يبلع كثيرا من الحيوان، يخافه حيوان البر والبحر، إذا تحرك يموج البحر لقوته الشديدة، فأول أمره يكون حية ممردة، يأكل من دواب البر ما يرى، وإذا كثر فسادها حملها ملك وألقاها في البحر فيفعل بدواب البحر ما كان يفعل بدواب البر، فيعظم بدنها فيبعث الله لها ملكا يحملها ويلقاها إلى يأجوج ومأجوج - انتهى.
وعن بعض الشارحين: الوقوف على فائدة التخصيص بتسعة وتسعين بالحقيقة، إنما يحصل بطريق الوحي، ويتلقى من قبل الرسول صلى الله عليه وآله.
ونذكر وجها من طريق الاحتمال:
وذلك أنه قد روي أن لله تسعة وتسعين اسما، وأن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وأخر تسعة وتسعين رحمة.
فتبين لنا أن الله تعالى بين لعباده معالم معرفته بهذه الأسماء، وعرفنا أن ما خص الله به المؤمنين من رحمته في الآخرة بالنسبة إلى ما عم به الخلائق من رحمته في دار الدنيا نسبة تسعة وتسعين جزء إلى الجزء الأقل من جزء واحد.
والكافر حيث كفر بالله ولم يؤد حق العبودية في هذه الأسماء، ولا في بعضها حرم الله عليه أقسام رحمته في الآخرة المعبر عنها بتسع وتسعين، فجعل الله مكان كل عدد من هذه الاعداد تنينا يسلط عليه في قبره - انتهى. وهو جيد.
ت ه م في حديث وصف المؤمن " يتهم على العيب نفسه " ومعناه واضح. وفي بعض النسخ " على الغيب " أي الغائب بأن يقول لو كنت أو حضرت فعلت كذا.
والتهمة بضم التاء وفتح الهاء: الاسم من قولك اتهمت فلانا بكذا، والأصل فيه الواو.
ومنه الحديث " إذا اتهم المؤمن أخاه إنماث في قلبه الايمان كما ينماث الملح في الماء ".
وفيه " شر الناس من اتهم الله في
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614