لأنهما أكبر من البعوضة.
ونقل القاضي ابن الخلكان عن بعض الفضلاء أن الزمخشري أوصى أن تكتب هذه الأبيات على قبره، وقد ذكرها في تفسيره في تفسير سورة البقرة وهي:
يا من يرى مد البعوض جناحه في ظلمة الليل البهيم الأليل ويرى مناط عروقها في نحرها والمخ في تلك العظام النحل أمنن على بتوبة أمحو بها ما كان مني في الزمان الأول ومن بعض ما قيل:
لا تحقرن صغيرا في عداوته إن البعوضة تدمي مقلة الأسد وبعض الشئ: طائفة منه.
وبعضه تبعيضا: أي جزأه فتبعض.
وعن تغلب أجمع أهل النحو على أن البعض شئ من شئ أو أشياء، وهذه تتناول ما فوق النصف كالثمانية، فإنه يصدق عليها أنها من العشرة.
وقال الأزهري: وأجاز النحويون إدخال الألف واللام على بعض وكل إلا الأصمعي فإنه منع ذلك وقال: كل وبعض معرفة فلا يدخلهما الألف واللام لأنهما في نية الإضافة، ومن هنا قال أبو علي كل وبعض معرفتان لأنهما في نية الإضافة، وقد نصبت العرب عنها الحال فقالت " مررت بكل قائما " والباء للتبعيض.
قال في المصباح: ومعناه أنها لا تقضي العموم، فيكفي أن يقع ما يصدق عليه أنه بعض، واستدلوا عليه بقوله تعالى:
(وامسحوا برؤسكم) وقالوا الباء هنا للتبعيض على رأى الكوفيين.
ونص على مجيئها للتبعيض ابن قتيبة في أدب الكاتب وأبو علي الفارسي وابن جنى، ونقله الفارسي عن الأصمعي.
وقال ابن مالك في شرح التسهيل:
وتأتي الباء موافقة من التبعيضية.. إلى أن قال: وذهب إلى مجئ الباء بمعنى التبعيض الشافعي وهو من أئمة اللسان، وقال بمقتضاه احمد وأبو حنيفة حيث لم يوجب التعميم بل اكتفى احمد بمسح الأكثر وأبو حنيفة بمسح الربع ولا معنى للتبعيض غير ذلك.
قال: وجعلها للتبعيض أولى من القول بزيادتها، لان الأصل عدم الزيادة