مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ٤٤
بعيشة في قوله تعالى فهو في عيشة راضية صاحبها لما سيأتي) في الكتاب من تفسير الاستعارة بالكناية على مذهب السكاكي وقد ذكرناه وهو يقتضى ان يكون المراد بالفاعل المجازي هو الفاعل الحقيقي فيلزم ان يكون المراد بعيشة صاحبها واللازم باطل إذ لا معنى لقولنا فهو في صاحب عيشة راضية وهذا مبنى على أن المراد بعيشة وضمير راضية واحد.
(و) يستلزم (ان لا تصح الإضافة في) كل ما أضيف الفاعل المجازي إلى الفاعل الحقيقي (نحو نهاره صائم لبطلان إضافة الشئ إلى نفسه) اللازمة من مذهبه لان المراد بالنهار حينئذ فلان نفسه ولا شك في صحة هذه الإضافة ووقوعها كقوله تعالى [فما ربحت تجارتهم] وهذا أولى بالتمثيل.
(و) يستلزم (ان لا يكون الامر بالبناء) في قوله تعالى:، [يا هامان ابن لي صرحا] (لهامان) لان المراد به حينئذ هو العملة أنفسهم واللازم باطل لان النداء له والخطاب معه.
(و) يستلزم (ان يتوقف نحو أنيت الربيع البقل) وشفى الطيب المريض وسرتني رؤيتك مما يكون الفاعل الحقيقي هو الله تعالى (على السمع) من الشارع لان أسماء إلى تعالى توقيفية واللازم باطل، لان مثل هذا التركيب صحيح شائع ذائع عند القائلين بان أسماء الله تعالى توقيفية واللازم باطل لان مثل هذا التركيب صحيح شائع ذائع عند القائلين بان أسماء الله تعالى توفيقيه وغيرهم سمع من الشارع أو لم يسمع.
(واللوازم كلها منتفية) كما ذكرنا فينتفى كونه من باب الاستعارة بالكناية لان انتفاء اللوازم يوجب انتفاء الملزوم.
والجواب ان مبنى هذه الاعتراضات على أن مذهب السكاكي في الاستعارة بالكناية ان يذكر المشبه ويراد المشبه به حقيقة وليس كذلك بل مذهبه ان يراد المشبه به ادعاءا ومبالغة لظهور ان ليس المراد بالمنية في قولنا مخالب المنية نشبت بفلان هو السبع حقيقة والسكاكي صرح بذلك في كتابه والمصنف لم يطلع عليه (ولأنه) أي ما ذهب إليه السكاكي (ينتقض بنحو نهاره صائم) وليله قائم وما أشبه ذلك مما يشتمل
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 47 48 49 50 ... » »»