مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ٥٠
كلى انحصر في فرد فلا يكون علما لان مفهوم العلم جزئي.
وفيه نظر لأنا لا نسلم انه اسم لهذا المفهوم الكلى كيف وقد اجتمعوا على أن قولنا لا إله إلا الله كلمة التوحيد ولو كان الله اسما لمفهوم كلى لما أفادت التوحيد لان الكلى من حيث إنه كلى يحتمل الكثرة (أو تعظيم أو إهانة) كما في الألقاب الصالحة لذلك مثل ركب على وهرب معاوية (أو كناية) عن معنى يصلح للعلم له نحو أبو لهب فعل كذا كناية عن كونه جهنميا بالنظر إلى الوضع الأول أعني الإضافي لان معناه ملازم النار وملابسها ويلزمه ان جهنمي فيكون انتقالا من الملزوم إلى اللازم باعتبار الوضع الأول وهذا القدر كاف في الكناية.
وقيل في هذا المقام ان الكناية كما يقال جاء حاتم ويراد به لازمه أي جواد لا الشخص المسمى بحاتم ويقال رأيت أبا لهب أي جهنميا.
وفيه نظر لأنه حينئذ يكون استعارة لا كناية على ما سيجئ ولو كان المراد ما ذكره لكان قولنا فعل هذا الرجل كذا مشيرا إلى كافر.
وقولنا أبو جهل فعل كذا كناية عن الجهنمي ولم يقل به أحد.
ومما يدل على فساد ذلك أنه مثل صاحب المفتاح وغيره في هذه الكناية، بقوله تعالى [تبت يدا أبي لهب].
ولا شك ان المراد به الشخص المسمى بابى لهب لا كافر آخر (أو ايهام استلذاذه) أي وجدان العلم لذيذا نحو قوله.
بالله يا ظبيات القاع قلن لنا * ليلاي منكن أم ليلى من البشر (أو التبرك به) نحو الله الهادي، ومحمد الشفيع، أو نحو ذلك، كالتفؤل والتطير والتسجيل على السامع وغيره مما يناسب اعتباره في الاعلام.
(وبالموصولية) أي تعريف المسند إليه بايراده اسم موصول (لعدم علم المخاطب بالأحوال المختصة به سوى الصلة كقولك الذي كان معنا أمس رجل عالم) ولم يتعرض المصنف لما لا يكون للمتكلم أو لكليهما علم بغير الصلة نحو الذين في بلاد المشرق لا أعرفهم أو لا نعرفهم لقلة جدوى مثل هذا الكلام (أو استهجان
(٥٠)
مفاتيح البحث: الجود (1)، الجهل (1)، التبرك (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»