كان) أي وقع (ما خفت ان يكونا، انا إلى إليه راجعونا) وفى القرآن انا لله وانا إليه راجعون (واما التضمين فهو ان يضمن الشعر شيئا من شعر الغير) بيتا كان أو ما فوقه أو مصراعا أو ما دونه (مع التنبيه عليه) أي على أنه من شعر الغير (ان لم يكن ذلك مشهورا عند البلغاء).
وبهذا يتميز عن الاخذ والسرقة (كقوله) أي كقول الحريري يحكم ما قاله الغلام الذي عرضه أبو زيد للبيع (على انى سأنشد عند بيعي، أضاعوني وأي فتى أضاعوا) المصراع الثاني للعرجي، ونمامه ليوم كريهة وسداد ثغر اللام في ليوم لام التوقيت والكريهة من أسماء الحرب وسداد الثغر بكسر السين لا غير سده بالخير والرجال والثغر موضع للمخافة من فروج البلدان أي أضاعوني في وقت الحرب وزمان سد الثغور ولم يراعوا حقي أحوج ما كانوا إلى وأي فتى أي كاملا من الفتيان أضاعوا.
وفيه تنديم وتخطئة لهم وتضمين المصراع بدون التنبيه لشهرته كقول الشاعر قد قلت لما اطلعت وجناته، حول الشقيق الغض روضة آس، اعذاره الساري العجول توقفا، ما في وقوفك ساعة من بأس المصراع الأخير لأبي تمام (وأحسنه) أي أحسن التضمين (ما زاد على الأصل) أي شعر الشاعر الأول (بنكتة) لا توجد فيه (كالتورية) أي الإيهام (والتشبيه في قوله إذا الوهم أبدى) أي أظهر (لي لماها) أي سمرة شفتيها (وثغرها، تذكرت ما بين العذيب وبارق ويذكرني) من الاذكار (من قدها ومدامعي، مجر عوالينا ومجرى السوابق) انتصب مجر على أنه مفعول ثان ليذكرني وفاعله ضمير يعود إلى الوهم.
وقوله تذكرت ما بين العذيب وبارق، مجر عوالينا ومجرى السوابق مطلع.
قصيدة لأبي الطيب، والعذيب وباريق موضعان وما بين ظرف للتذكر أو للمجر والمجرى قدم اتساعا في تقديم الظرف على عامله المصدر أو ما بين مفعول تذكرت ومجر بدل عنه والمعنى انهم كانوا نزولا بين هذين الموضعين وكانوا يجرون الرماح عند مطاردة الفرسان ويسابقون على الخيل.