مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ٢٧٤
(ومنه) اي ومن المعنوي (التقسيم وهو ذكر متعدد ثم اضافه ما لكل إليه على التعيين) وبهذا القيد يخرج اللف والنشر وقد أهمله السكاكي فتوهم بعضهم ان التقسيم عنده أعم من اللف والنشر.
أقول ان ذكر الإضافة مغن عن هذا القيد إذ ليس في اللف والنشر إضافة ما لكل إليه بل يذكر فيه ما لكل إليه حتى يضيفه السامع إليه ويرده (كقوله) أي قول المتلمس (ولا يقيم على ضيم) أي ظلم (يراد به) الضمير عائد إلى المستثنى منه المقدر العام (الا الأذلان) في الظاهر فاعل لا يقيم وفى التحقيق يدل أي لا يقيم أحد على ظلم يقصد به الا هذان (عير الحي) وهو الحمار (والوتد هذا) أي عير الحي (على الخسف) أي الذل (مربوط برمته) هي قطعة حبل بالية (وذا) أي الوتد (يشج) أي يدق ويشق رأسه (فلا يرثى) أي فلا يرق ولا يرحم (له أحد) ذكر العير والوتد ثم أضاف إلى الأول الربط على الخسف والى الثاني الشج على التعيين.
وقيل لا تعيين لان هذا وذا متساويان في الإشارة إلى القريب فكل منهما يحتمل ان يكون إشارة إلى العير والى الوتد فالبيت من اللف والنشر دون التقسيم.
وفيه نظر لأنا لا نسلم التساوي بل في حرف التشبيه ايماء إلى أن القرب فيه أقل بحيث يحتاج إلى تنبيه ما بخلاف المجرد عنها فهذا للقريب أعني العير وذا للأقرب أعني الوند.
وأمثال هذه الاعتبارات لا ينبغي ان تهمل في عبارات البلغاء بل ليست البلاغة الا رعاية أمثال ذلك.
(ومنه) أي ومن المعنوي (الجمع مع التفريق وهو ان يدخل شيئان في معنى ويفرق بين جهتي الادخال كقوله فوجهك كالنار في ضوئها، وقلبي كالنار في حرها) ادخل قلبه ووجه الحبيب في كونهما كالنار ثم فرق بينهما بان وجه الشبه في الوجه الضوء واللمعان وفى القلب الحرارة والاحتراق.
(ومنه) أي ومن المعنوي (الجمع مع التقسيم، وهو جمع متعدد تحت حكم
(٢٧٤)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»