مختصر المعاني - سعد الدين التفتازاني - الصفحة ٢٧٠
التطهير بلفظ الصبغ (ان النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء اصفر يسمونه المعمودية ويقولون انه) أي الغمس في ذلك الماء (تطهير لهم) فإذا فعل الواحد منهم بولده ذلك قال الآن صار نصرانيا حقا فامر المسلمون بان يقولوا للنصارى قولا آمنا بالله وصبغنا الله بالايمان صبغة لا مثل صبغتنا وطهرنا به تطهيرا لا مثل تطهيرنا.
هذا إذا كان الخطاب في قوله قولوا آمنا بالله للكافرين وان كان الخطاب للمسلمين فالمعنى ان المسلمين أمروا بان يقولوا صبغنا الله بالايمان صبغة ولم يصبغ صبغتكم أيها النصارى (فعبر عن الايمان بالله بصبغة الله للمشاركة) لوقوعه في صحبة صبغة النصارى تقديرا (بهذه القرينة) الحالية التي هي سبب النزول من غمس النصارى أولادهم في الماء الأصفر وان لم يذكره ذلك لفظا.
(ومنه) أي ومن المعنوي (المزاوجة، وهي ان تزاوج) أي توقع المزاوجة على أن الفعل مسند إلى ضمير المصدر أو إلى الظرف أعني قوله (بين معنيين في الشرط والجزاء) والمعنى بجعل معنيان واقعان في الشرط والجزاء مزدوجين في أن يرتب على كل منهما معنى رتب على الاخر (كقوله إذا ما نهى الناهي) ومنعني عن حبها (فلج بي الهوى) لزمني (أصخت إلى الواشي) أي استمعت إلى النمام الذي يشي حديثه ويزينه وصدقته فيما افترى على (فلج بها الهجر) زواج بين نهى الناهي واصاختها إلى الواشي الواقعين في الشرط والجزاء في أن رتب عليهما لجاج شئ.
وقد يتوهم من ظاهر العبارة ان المزاوجة هي ان نجمع بين معنيين في الشرط ومعنيين في الجزاء كما جمع في الشرط بين نهى الناهي ولجاج الهوى وفى الجزاء بين اصاختها إلى الواشي ولجاج الهجر وهو فاسد إذ لا قائل بالمزاوجة في مثل قولنا إذا جاءني زيد فسلم على أجلسته فأنعمت عليه.
وما ذكرنا هو المأخوذ من كلام السلفة.
(ومنه) أي من المعنوي (العكس) والتبديل (وهو ان يقدم جزء من الكلام على جزء) آخر (ثم يؤخر) ذلك المقدم عن الجزء المؤخر أولا، والعبارة الصريحة ما ذكره بعضهم وهو ان تقدم في الكلام جزءا ثم تعكس فتقدم ما أخرت وتؤخر ما قدمت.
(٢٧٠)
مفاتيح البحث: الزوج، الزواج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»