الصباح فجعل الفجر قاتلا لليل شافيا له منه، ودرب القلة بضم القاف - موضع فرب ملطية (1) كان سيف الدولة غزا تلك النواحي في سنة اثنين وأربعين وثلثمائة، وذكر المتنبي المواضع التي غزاها في تلك السنة في هذه القصيدة * * * وأنشد بعده، وهو الشاهد الخامس والثلاثون [من البسيط]:
35 - ها إن تا عذرة إن لم تكن قبلت * فإن صاحبها قد تاه في البلد على أن عذرة - بكسر العين - مصدر للنوع بتقدير صفة معلومة بقرينة الحال: أي عذر بليغ، والوجه أن هذا الوصف مفعوم من التنوين وهذا البيت من قصيدة للنابغة الذبياني اعتذر بها إلى النعمان بن المنذر ملك الحيرة بعد أن هرب منه إلى ملوك غسان في الشام لما اتهم بامرأته المتجردة وأراد قتله وأرسل إلى النعمان قصائد يتنصل [بها] عما اتهم به ويعتذر إليه عن هروبه وإقامته عند ملوك غسان، وقد شرحنا حاله في الشاهد الرابع بعد المائة من شواهد شرح الكافية وقبل هذا البيت:
نبئت أن أبا قابوس أوعدنى * ولا قرار على زأر من الأسد (2)