شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ٧٧
في أول خلافة هشام بن عبد الملك فكلمه بما ذكره المبرد، ثم انصرف الفرزدق فقال: من [الطويل]:
ألم تر أن الناس مات كبيرهم * وقد كان قبل البعث بعث محمد ولم يغن عنه عيش سبعين حجة * وستين لما بان غير موسد إلى حفرة غبراء يكره وردها * سوى أنها مثوى وضيع وسيد نروح ونغدو والحتوف أمامنا * يضعن لنا حتف الردى كل مرصد وقد قال لي ماذا تعد لما ترى * فقيه إذا ما قال غير مفند فقلت له أعددت للبعث والذي * أراد به أنى شهيد بأحمد وأن لا إله غير ربى هو الذي * يميت ويحيى يوم بعث وموعد فهذا الذي أعددت لا شئ غيره * وإن قلت لي أكثر من الخير وازدد فقال قد اعتصمت بالخير كله * تمسك بهذا يا فرزدق ترشد وذكر الأصبهاني عن محمد بن سلام أنها كانت جنازة النوار زوج الفرزدق.
وبعده قوله:
أطعتك يا إبليس سبعين حجة (1) * فلما انتهى شيبي وتم تمامي رجعت إلى ربى وأيقنت أنني * ملاق لأيام المنون حمامي وهي قصيدة مطولة أنشدها يعقوب بن السكيت، انتهى ما كتبه ابن السيد.
وفى أمالي السيد الشريف (2) المرتضى رحمه الله تعالى روى أن الفرزدق

(1) كذا في الديوان، وفى أمال المرتضى (1: 46) " تسعين حجة " وفيه " فلما قضى عمري " وفيه " فزعت إلى ربى " وفيه " لأيام الحتوف " (2) انظر أمالي المرتضى (1: 46)
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»