شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ٨٥
وأنشد بعده، وهو الشاهد الثامن والثلاثون:
38 - وكل أناس سوف تدخل بينهم * دويهية تصفر منها الأنامل على أن تصغير دويهية قريب من التصغير للتعظيم، وحقق الشارح المحقق أن تصغيرها للتحقير، قال: إذ المراد بها الموت: أي يجيئهم ما يحتقرونه مع أنه عظيم في نفسه تصفر منه الأنامل، والقول بأن تصغيرها للتعظيم هو قول الكوفيين، وسوف هنا للتحقيق والتأكيد، والداهية: مصيبة الدهر، مشتقة من الدهى بفتح الدال وسكون الهاء، وهو النكر، فان كل واحد ينكرها ولا يقبلها، ودهاه الامر يدهاه إذا أصابه بمكروه، ورواه ابن دريد في الجمهرة " خويخية تصفر - الخ " وقال: الخويخية الداهية، وهو بخاءين معجمتين مصغر الخوخة بالفتح، وهي الباب الصغير، وكذا روى الطوسي أيضا عن أبي عمرو، وقال:
يقول: ينفتح عليهم باب يدخل عليهم منه الشر، وإذا مات الرجل أو قتل اصفرت أنامله واسودت أظافره. وقيل: المراد من الأنامل الأظفار، فإن صفرتها لا تكون إلا بالموت والبيت من قصيدة للبيد، رضي الله عنه، ابن عامر الصحابي، وتقدم شرح أبيات منها مع ترجمته في الشاهد الثالث والعشرين بعد المائة من شواهد شرح الكافية * * * وأنشد بعده، وهو الشاهد التاسع والثلاثون [من الطويل] 39 - فويق جبيل شاهق الرأس لم تكن * لتبلغه حتى تكل وتعملا على أنه استدل لمجئ التصغير بتصغير جبيل في البيت قال ابن (1): يعيش: للتصغير معان ثلاثة: تحقير ما يتوهم (2) أنه عظيم كرجيل

(1) انظر شرح المفصل لابن يعيش " 5: 113 مصر " (2) في شرح المفصل " ما يجوز أن يتوهم أنه الخ " وكذا في الذي بعده
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»