شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ١٧٩
من قرأ (الحمد لله) بكسر الدال اتباعا لكسرة اللام: ومثل هذا في اتباع الاعراب البناء ما حكاه صاحب الكتاب في قولهم بعضهم * وقال اضرب الساقين إمك هابل * كسر الميم لكسرة الهمزة، انتهى كلامه و " هابل " من هبلته أمه: أي ثكلته وعدمته، وفعله كفرح يفرح، وهابل هنا على النسبة: أي ذات هبل، كحائض وطالق، و " اضرب " فعل أمر، و " الساقين " مفعوله، وجملة " إمك هابل " دعائية وهذا المصراع لم أقف على تتمته، ولا على قائله وأنشد الجاربردي، وهو الشاهد الثالث والتسعون [من الكامل]:
93 - ولقد لحنت لكم لكيما تفقهوا * واللحن يفهمه ذوو الألباب على أن صاحب الكشاف قال: اللحن أن تلحن بكلامك: أي تميله إلى نحو من الأنحاء، ليفطن له صاحبك، وأنشد البيت، وأورده عند تفسير قوله تعالى (ولتعرفنهم في لحن القول) وكذا أورده الجوهري، قال: " واللحن بالتحريك: الفطنة، وقد لحن بالكسر، وفى الحديث " ولعل أحدكم ألحن بحجته " أي أفطن لها من الاخر، أبو زيد: لحنت بالفتح لحنا، إذا قلت له قولا يفهمه عنك، ويخفى على غيره، ولحنه هو عنى بالكسر يلحنه لحنا: أي فهمه، وألحنته أنا إياه، ولاحنت الناس: فاطنتهم، قال الفزاري (من الخفيف) وحديث ألذه وهو مما * ينعت الناعتون يوزن وزنا منطق رائع وتلحن أحيا * نا وخير الحديث ما كان لحنا يريد أنها تتكلم وهي تريد غيره، وتعرض في حديثها فتزيله عن جهته من فطنتها وذكائها، كما قال تعالى (ولتعرفنهم في لحن القول) أي: في فحواه
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»