شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ١٧٨
* يا دار عمرة من محتلها الجرعا * (1) ولا يجوز أن تكون لام الفعل، لأنا لا نعلمهم قالوا: هذا سمى بوزن رضا، وأما من ضم السين فعندي يحتمل أمرين: أحدهما ما عليه الناس، وهو أن تكون ألف الوصل، بمنزلتها في قول من يكسر السين، والوجه الاخر: أن تكون لام الفعل، بمنزلة الألف في القافية التي قبلها وهي " انتمى "، ويكون هذا التأويل على قول من قال: هذا سمى، بوزن هدى، إلا أنه حذف اللام لالتقاء الساكنين، يريد أنه منصوب منون حذفت ألفه لالتقاء الساكنين، انتهى.
وأقول: يرد على الوجه الأول أنه يبقى الشعر بلا روى، وهو فاسد، وأما قوله في الوجه الثاني " إلا أنه حذف لالتقاء الساكنين وهذه الألف هي المبدلة من التنوين للوقف " فهذا فاسد أيضا، للزومه (2) عدم الروي، وقد حقق الشارح المحقق فيما يأتي في الشاهد الثالث بعد المائة عن السيرافي أنه استدل على أن الألف لام الكلمة لمجيئها رويا في النصب * * * وأنشد بعده، وهو الشاهد الثاني والتسعون [من الطويل] 92 - * وقال اضرب الساقين إمك هابل * على أنه روى بكسر همزة " إمك " اتباعا لكسرة نون الساقين والذي رواه ابن جنى في أول المحتسب على غير (3) هذا، قال عند قراءة

(1) هذا صدر بيت هو مطلع قصيدة * هيجت لي الهم والأحزان والوجعا * (2) كذا، وصوابه " لاستلزامه عدم الورى " (3) لا تنافى بين ما ذكره ابن جنى وما ذكره الشارح المحقق، بل الذي ذكره ابن جنى لا يتحقق إلا بعد أن يتحقق ما ذكره الشارح، وذلك أن الشاعر لم يتبع الميم للهمزة إلا بعد أن أتبع الهمزة للنون، فالبيت شاهد لهما جميعا
(١٧٨)
مفاتيح البحث: الجواز (1)، الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»