شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ١٧٥
وأنشد بعده، وهو الشاهد التسعون [من الرجز] 90 - يا دار مى بد كاديك البرق * صبرا فقد هيجت شوق المشتئق على أن أصله المشتاق فقلب الألف همزة وحركها بالكسر لان الألف بد من واو مكسورة، قال ابن جنى في سر الصناعة: " أنشد الفراء:
* يا دارمي بد كاديك * إلخ والقول فيه عندي أنه اضطر إلى حكرة الألف التي قبل القاف من المشتاق، لأنها تقابل لام مستفعلن، فلما حركها انقلبت همزة، إلا أنه حركها بالكسر لأنه أراد الكسرة التي كانت في الواو المنقلبة الألف عنها، وذلك أنه مفتعل من الشوق، وأصله مشتوق ثم قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فلما احتاج إلى حركة الألف حركها بمثل الكسرة التي كانت في الواو التي هي أصل للألف، ونحو هذا ما حكاه الفراء أيضا عنهم من قولهم:
رجل مئل، إذا كان كثير المال، وأصلها مول كحذر، يقال: مال الرجل يمال، إذا كثر ماله، وأصلها مول يمول مثل خاف يخاف، من الواو، وقالوا: رجل خاف كقولهم رجل مال وأصلهما خوف ومول، انقلبت الواو ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار خاف ومال، ثم إنهم أتوا بالكسرة التي كانت في واو مول فحركوا بها الألف في مال فانقلبت همزة فقالوا مثل " انتهى كلامه و " مى " اسم امرأة، ودكاديك: جمع دكداك، وهو الرمل المتلبد في الأرض ولم يرتفع، والبرق: جمع برقة بالضم وهي غلظ حجارة ورمل، ورواه الجوهري " بالدكاديك البرق " بالوصف لا بالإضافة، وقوله " صبرا " مفعول مطلق: أي اصبري صبرا، أو مفعول به لفعل محذوف: أي أعطيني صبرا، وروى بدله
(١٧٥)
مفاتيح البحث: الخوف (4)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»