شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ١٧٢
وأهل اليمن يطلقون حمار قبان على دويبة فوق الجرادة من نوع الفراش وفى مفردات ابن البيطار: حمار قبان يسمى حمار البيت أيضا، ومن أمثالهم " هو أذل من حمار قبان " انتهى كلام السيوطي وقال الجوهري في مادة (ز م): تقول زممت النعل وزممت البعير، خطمته وأنشد هذا الرجز ثانيا والخطام: هو الزمام، وخاطمها بالنصب: حال من حمار قبان، والإضافة لفظية، والتقدير خاطما إياها، ويجوز رفعه أنه خبر مبتدأ محذوف: أي هو خاطمها، وزامها مثل خاطمها، لان تأكيد له، وقوله " أن تذهبا " بتقدير اللام: أي لتذهب معه، أو بتقدير مضاف وهو صلة لخاطمها: أي خوف أن تذهب وتفر منه، وقوله " فقلت أردفني " أي: فقلت لحمار قبان: اجعلني ردفا لك أركب على الأرنب خلفك، فقال: اركب مرحبا بك، وقوله " يا عجبا " يا للتنبيه، وعجبا منصوب على المصدرية: أي أعجب عجبا، فهو منون، ويجوز أن يكون يا للنداء، وعجبا منادى، والأصل يا عجبي، فقلبت ياء المتكلم ألفا، وعلى هذا هو غير منون، وهذا يشبه أن يكون من خرافات العرب، ولم أقف على شرح له.
وقد رأيت البيت الشاهد في رجز آخر، قال السيوطي رحمه الله في ديوان الحيوان في الكلام على الضب: " قال أبو عمر الجرمي: سألت أبا عبيد عن قول الراجز:
أهدموا بيتك لا أبالكا * وأنا أمشى الدألى حوالكا فقلت: لمن هذا الشعر؟ قال: تقول العرب: هذا يقوله الضب لولده الحسل أيام كانت الأشياء تتكلم، والعرب تقول: لما كان كل شئ يتكلم خاطر الضب الضفدع أيهما أصبر على الظمأ، وكان للضفدع حينئذ الذنب، وكان الضب ممسوح
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»