ويستأجم (1) حتى يغيب فيه الراكب، وفيه مع ذلك من العضاه والعرفط والسدر والسيال والسلم والطلح والسمر والعوسج (2) والعرفج شجراء (3) كثيرة.
وتحف هذا القاع الحرة، حرة بنى سليم في شرقيه، وقيها قيعان دوافع في بطن النقيع، وفي غربيه الصخرة، وأعلام مشهورة، منها برام والوتد (4 وصاف. وقد ذكر أن أول أعلامه عسيب، فبرام جبل كأنه فسطاط. والوتد في أسفل النقيع كأبه قرن منتصب. ومقمل (5): جبل أحمر (6) أفطح، بين برام 4) والوتد، شارع في غربي النقيع. وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف على مقمل، وصلى عليه، فمسجده هناك. وبقاع النقيع غدر تصيف، فأعلاها براجم، وأذكرها يلبن، وغدير سلامة أسفل من يلبن، وبشرقي النقيع في الحرة قلتان، يبقى ماؤهما ويصيف، وهما أثيت وأثيث، هكذا نقل السكوني، وقال كثير في يلبن:
أأطلال دار من سعاد بيلبن * ووقفت بها وحشا كأن لم تدمن إلى تلعات الجزع غير رسمها * همائم هطال من الدلو مدجن (7) وقال آخر في براجم، وهو تبع:
ولقد شربت على براجم شربة * كادت بباقية الحياة تذيع (8)