معجم ما استعجم - البكري الأندلسي - ج ٣ - الصفحة ١٠٥٩
يظل الإماء يبتدرن قديحها * كما ابتدرت كلب مياه قراقر (1) ويدل أن قراقر بشق الشام قول حاتم:
وإن بنيه قد نأونا بدارهم * فحوران أدنى دارهم ففراقر لان حوران من عمل دمشق.
وحنو قراقر: بالسواد (2)، مذكور في رسم ذي قار. وفي أحد هذين الموضعين أغارت بنوا تميم على لطيمة باذام عامل كسرى على اليمن، بعث بها إلى كسرى، وكان خفيرها هوذة بن علي، فهو يوم قراقر ويوم حمضي، قال الفرزدق:
ونحن صبحنا الحي يوم قراقر * خميسا كأركان اليمامة مدسرا أبى يوم جاءت فارس بجنودها * على (3) حمضي رد الرئيس المسورا وحمضى: موضع هناك. وفيه أغاروا على اللطيمة (4)، فقتلوا خفراءها وأساور كانوا معها، وأسرت بنو سعد هوذة بن علي، ففي ذلك يقوم شاعرهم:
ومنا رئيس القوم ليلة أدلجوا * بهوذة مقرون اليدين إلى النحر وردنا به نخل اليمامة عانيا * عليه وثاق القد والحلق السمر ففدى نفسه بثلاث مئة بعير، ثم احتيل (5) على بني تميم، فمنعهم كسرى

(1) كذا في لسان العرب، وهو الصواب. قال: وقدح ما في أسفل القدر يقدحه قدحا، فهو مقدوح وقديح: إذا غرفه بجهد، أي يبتدر الإماء إلى قديح هذه القدر، كما تبتدر كلب إلى مياه قراقر، لأنه ماؤهم. ورواه أبو عبيدة " كما ابتدرت سعد " قال: وقراقر: هو لسعد هذيم، وليس لكلب.
(2) أي بسواد العراق.
(3) في ج: إلى حمضي.
(4) اللطيمة: إبل كانت تحمل تجارة كسرى من البز والطيب خاصة.
(5) في ج: احتمل، تحريف.
(١٠٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1054 1055 1056 1057 1058 1059 1060 1061 1062 1063 1064 ... » »»
الفهرست